التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير 1 الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور 2 والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير 3 فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم 4 إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين 5}

صفحة 6809 - الجزء 9

  قُمْ فِي الْبَرِيَّةِ فَاحْدُدْهَا عَنِ الْفَنَدِ

  ومنه: الحديد؛ لأنه يمنع، ومنه: حدود الله؛ لأنها تمنع من المعاصي، ومنه:

  الحِدَادُ؛ لأنه مَنْعٌ من الزينة.

  والكبت: مصدر كبت الله العدو: صرفه وأذله، وكبته: إذا صرعه، والكبت: الغيظ، والكبت: الحزن أيضًا، وقيل: أصله الكيد، أي بلغ همه الكيد، فقلبت الدال تاء لقرب مخرجها، كما يقال: سدر رأسه وستره.

  · الإعراب: التاء في «مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ» مكسورة على خبر (ما)، ومحله نصب كقوله: {مَا هَذَا بشَرًا}⁣[يوسف: ٣١]، وقيل: بالباء على تقدير بأمهاتهم.

  و «يَظَّاهِرُونَ» أصله يتظاهرون فأدغم.

  «منكرًا» نصب؛ لأنه نعتٌ لمحذوف، أي: قولاً منكرًا.

  {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} رفع على الابتداء، وهذه فاء المجازاة وما بعد فاء المجازاة ابتداء.

  · النزول: قيل: الآيات نزلت في رجل من الأنصار وامرأته، ثم اختلفوا في اسميهما:

  أما الرجل فقيل: نزلت في شأن سلمة بن صخر لما ظاهر امرأته، وأكثر المفسرين على أنها في أوس بن الصامت لما ظاهر امرأته.