التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور 210}

صفحة 847 - الجزء 1

  قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب «تَرْجِعُ» بفتح التاء وكسر الجيم كل القرآن، على إظهار الفاعل، والفاعل «الأمور»، والباقون بضم التاء وفتح الجيم، على ما لم يسم فاعله، و «الأمور» اسم ما لم يسم فاعله.

  · اللغة: نظر وانتظر وتوقع نظائر، وأصل النظر الطلب لإدراك الشيء، فإذا أضيف إلى الغير فهو تقليب الحدقة، نحو المرئي التماسًا لرؤيته مع سلامة الحاسة، وإذا أضيف إلى القلب فهو التفكر الذي يطلب به المعرفة، وإذا استعمل بمعنى الانتظار فلأنه يطلب إدراك ما يتوقع. وأتى وجاء بمعنى.

  والظلة: السترة، وجمعها ظُلَل، مثل حلة وحُلل.

  والغمام: السحاب الأبيض الرقيق سُمِّيَ بذلك؛ لأنه يَغُمُّ أي يستر.

  وقضى وحكم من النظائر.

  والرجع والرد والعود نظائر.

  · الإعراب: الملائكة: رفع عطفا على اسم اللَّه تعالى، وتقديره: يأتيهم اللَّه والملائكة، وبالجر عطفًا على الغمام على ما تقدم، ويحتمل مع الغمام وفي الغمام.

  · المعنى: ثم عقب ما تقدم من الوعيد بوعيد آخر، فقال تعالى: «هَلْ يَنْظُرُونَ» أي ما ينتظرون «إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ» فيه أقوال: