قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير 11 ياأيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم 12 أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون 13}
  · اللغة: التفسح: الاتساع في المكان، تفسح تَفَسُّحًا، وبيت فسيح عليه، فسيح ما بين المنكبين، أي: بعيد ما بينهما لسعة صلبه.
  والإشفاق: الخوف ورقة القلب، والشفقة أصلها الرقة، ومنه الشفق: الحمرة والبياض، ومنه: شَفَقٌ أي رَدِيءٌ.
  النشوز: الارتفاع، والنَّشْزُ: ما ارتفع من الأرض، ويقال: نَشَزَ الرجل يَنْشُزُ وَيَنْشِزُ إذا كان قاعدًا فنهض، ونشوز المرأة: عصيانها للزوج.
  · الإعراب: «انْشُزُوا» و «تَفَسَّحُوا» جزم على الأمر.
  والواو في قوله: «وَتَابَ» صلة تقديره: فإن لم تفعلوا تاب الله عليكم، قيل: معناه: فإن لم تفعلوا، فرخص الله لكم في ذلك، فأقيموا الصلاة.
  · النزول: أما قوله: {تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ}:
  قيل: نزلت في قوم كانوا يتنافسون في مجلس رسول الله ÷، وإذا رأوا من جاءهم ضيقوا مجلسهم، فأبوا أن يفسح بعضهم لبعض، عن قتادة.
  وقيل: كان النبي ÷ في الصُّفَّةِ يوم الجمعة وفي المكان ضِيْقٌ، فجاء أناس من أهل بدر فيهم ثابت بن قيس بن شماس، وكان النبي ÷ يكرم أهل بدر، فسلموا وقاموا ينتظرون أن يُوَسَّعَ لهم فلم يفعلوا، فشق عليهم، فأقام رسول الله، ÷ جماعة وأقعدهم، فكرهوا ذلك وشق عليهم، وقال المنافقون: