قوله تعالى: {سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم 1 هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا ياأولي الأبصار 2 ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار 3 ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب 4 ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين 5}
  · القراءة: قرأ أبو عمرو: «يُخَرِّبُون» بالتشديد من التخريب، وهي قراءة الحسن، وأبي عبد الرحمن السلمي، وقرأ الباقون: «يُخْرِبُونَ» بالتخفيف من أَخْرَبَ يُخْرِبُ، قيل: هما بمعنى، وقيل: التخفيف بمعنى ينتقلون عنها، ويعطلونها، وبالتشديد: يهدمون، قال أبو عمرو: وإنما اخترت التشديد؛ لأن الإخراب: تَرْكُ الشيء خرابًا من غير ساكن، وأن بني النضير لم يتركوا منازلهم عند الارتحال عنها، ولكن هدموها، وخربوها.
  قراءة العامة: «وَمَنْ يُشَاقِّ» بقاف واحدة مشددة على الإدغام، وعن طلحة بن مصرف بقافين على الإظهار، كالتي في (الأنفال).
  · اللغة: التسبيح: التنزيه والبراءة من السوء.
  والحشر: الجمع مع سَوْقٍ، ومنه: {وَحَشَرْنَاهُمْ}[الكهف: ٤٧] وكلُّ جَمْعٍ حَشْرٌ.
  والحصن: البناء العالي المنيع، وجمعه: حصون، وتحصن فلان: امتنع بدخوله الحصن.
  والاعتبار: النظر في الشيء، والمعنى: اعتبروا لتستدلوا بما شاهدتم على ما غاب عنكم.
  والعابر: الناظر في الشيء، ومنه: تعبير الرؤيا؛ لأنه ينظر ويعتبر، فيخبر بما يؤول إليه أمره، والعِبْرَةُ: الدليل.
  والجلاء: الخروج عن المنازل، جلا القوم عن مواضعهم جلاء، وأجليته إجلاءً.
  واللين: جمع لِينةٍ، وهي النخل، وأصله: اللون، قلبت الواو ياء لسكونها، وانكسار ما قبلها.