التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون 21 هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم 22 هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون 23 هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم 24}

صفحة 6863 - الجزء 9

  وتدل على أن اسم الفسق اسم ذم، ولا يجمع مع اسم الإيمان، فيصحح قولنا في المنزلة بين المنزلتين.

  وتدل على أن الفوز للمتقين، وأن الفاسق ليس بفائز، فيبطل قول المرجئة.

قوله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ٢١ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ٢٢ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ٢٣ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٢٤}

  · اللغة: الإنزال: إرسال الشيء من علو إلى سفل، أنزله إنزالاً ونَزَّلَهُ تنزيلاً.

  والتصدع: التفرق بعد التلازم، ونظيره: التفكك، صَدَعَ يَصْدَعُ صَدْعًا، وهو مصدوع، ومنه: الصداع في الرأس، وتصدع تصدعًا، وانصدع انصداعًا.

  القدس: الطهارة، والتقديس: التطهير، والقدُّوس والسبُّوح روي أنها من تسبيح الملائكة، وهما كلمتان لم يأت في العربية على بنائهما غيرهما، ومعنى السُّبُّوحُ: الذي يجب له التسبيح، والقدوس: الذي يجب له التطهير.

  والمهيمن: «مُفَيْعِلٌ» من الأمانة، وأصله: مؤتمن، قلبت الهمزة هاء وفخمت اللفظ به لتفخيم المعنى، قال أبو عبيد: (خمسة) أحرف في كلام العرب على هذا