قوله تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون 21 هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم 22 هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون 23 هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم 24}
  قلنا: قيل: افتتح السورة بالتسبيح، وختم به وبأسمائه الحسنى.
  وقيل: لما بين حال الكفار والمنافقين في سوء اعتقادهم في التوحيد بَيَّنَ ما يجب أن يعتقد فيه وفي أسمائه؛ لأن هذه الأسماء فيها بيان التوحيد والعدل، والأدلة على ما نبينه.
  «عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ» قيل: ما شاهد العبد، عما غاب عنه، وقيل: ما لا يقع عليه الحس كالمعدومات، وما لا يُرى من الموجودات، والشهادة ما تقع عليه الحواس. وقيل: ما غاب عن علم الخلق وما علموه، وقيل: معناه السر والعلانية، عن الحسن. «هُوَ الرَّحْمَنُ» المنعم على كل حي و «الرَّحِيمُ» على المؤمنين بالثواب، والرحمن الرحيم من الرحمة وهي النعمة «هُوَ اللَّهُ» الذي تحق له العبادة «الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ» لا خالق إلا هو ولا تحق العبادة لغيره «الْمَلِكُ» قيل: المالك لجميع الأشياء، لا تخرج عن ملكه، عن أبي مسلم. وقيل: القادر على اختراع الأجسام والأعراض «الْقُدُّوسُ» الطاهر من كل ما لا يليق به، المنزه عن كل نقص من حقه ألّا تضاف إليه الفحشاء، ولا يوصف بصفات الأجسام، وقيل: المتطهر عن الشريك والولد وفعل القبيح، وقيل: المُمَجَّدُ، عن ابن كيسان. «السَّلاَمُ» قيل: الَّذِين يسلم عباده، وقيل: المسلم من جميع الآفات والقبائح، لا صفة له توجب نقصًا، وقيل: الذي مِنْ عِنْدِهِ ترجى السلامة، عن أبي علي. «الْمُؤْمِن» قيل: المصدق لرسله بالمعجزات، وقيل: يصدق المؤمنين ما وعدهم من الثواب، والكافرين ما أوعدهم من العقاب، وقيل: الذي أمن الناس من ظلمه، وأَمِنَ مَنْ آمن به من عذابه، عن أبي علي. وقيل: هو من الإيمان الذي هو ضد التخويف، عن ابن عباس، ومقاتل. ومنه: {وَآمَنَهُم مِّنْ خَوفٍ}[قريش: ٤]، وقيل: الداعي إلى الإيمان، الآمر به، الموجب لأهله اسمه، عن أبي مسلم. وقيل: أمن مَنْ وحَّدَهُ وعبده، وقيل: هو المجير، عن القرظي.
  «الْمُهَيمِنُ» قيل: المأمون على خلقه لا يريد بهم سوءًا بل يريد بهم الخير، عن