التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون 21 هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم 22 هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون 23 هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم 24}

صفحة 6866 - الجزء 9

  أبي مسلم، وعطاء. وقيل: هو الشاهد، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة. كأنه شهيد على أمان من آمن به، وقيل: هو الأمين، عن ابن عباس، والضحاك، وأبي علي. حتى لا يضيع عنده حق، وقيل: هو اسم من أسمائه في الكتب، الله أعلم بمعناه، عن ابن كيسان. وهذا لا يصح؛ لأن أهل اللغة وأهل التفسير تكلموا في معانيه، وقيل: هو الرقيب، عن الخليل. وقيل: القاضي، عن سعيد بن المسيب. وقيل: معناه المؤمن إلا أنه أشد مبالغة «الْعَزِيزُ» القادر الذي لا يرام ولا يمنع عليه مراد «الْجَبَّارُ» قيل: العظيم، عن ابن عباس. وقيل: العالي الذي لا تناله يد أحد، عن أبي مسلم. وقيل: القاهر، عن السدي. وقيل: الذي يجبر خلقه على ما يريد، فيصرفهم كما يشاء، عن محمد بن كعب. «الْمُتَكَبِّرُ» المتعالي عن صفات المُحْدَثِين، المستحق لصفات التعظيم، المتعظم عما لا يليق به، وأصله الامتناع، وقيل: الذي يكبر عن كل شيء، عن قتادة. «سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ» أي: تنزيهًا له عن إضافة الشريك والفحشاء إليه «هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ» المُحْدِثُ للأشياء، المبتدع لها على ما أراد، المتصرف الأحوال بالتدبير على حسب إرادته، وقيل: المقدر لأفعاله بحسب المصالح، وذلك أنه إنما يتأتى ممن يعلم تفاصيل الأشياء ولا يفعل القبيح «الْبَارِئُ» المخترع للأجسام والأعراض «الْمُصَوِّرُ» الذي يصور الخلق على ما يريد، فيجعلهم على صور يتبين بعضها من بعض «لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى» أسماؤه على ضربين، وكل ذلك يتضمن معنى مفيدًا؛ لأن الألقاب لا تجوز عليه، فمنها ما يفيد صفة في ذاته كقوله: قادر، وعالم، وحي، وقديم، وسميع، وبصير، ومدرك، ومالك، وقاهر ونحوها، وكل ذلك يقتضي تعظيمًا، والثاني يفيد صفة ترجع إلى فعله كقولنا: خالق، ورازق، وحكيم، وعدل، ويدخل في الأول نفي صفة عنه، كقولنا: واحد، ويدخل في الثاني نفي فعل عنه كقولنا: حليم، وغفور ونحوها. «يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» أي: ينزهه «وَهُوَ الْعَزِيزُ» القادر «الْحَكِيمُ» قيل: العليم، وقيل: المحكم لآياته وأفعاله.