قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن ولا تمسكوا بعصم الكوافر واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم 10 وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون 11}
  · القراءة: قرأ الحسن وأبو عمرو ويعقوب وأبو حاتم «ولا تُمَسِّكُوا» بالتشديد من التمسك، يقال: مَسَّكْتُ الشيء، وتمسكت به، وقرأ الباقون بالتخفيف من الإمساك، وتكون الباء. صلة، وتقديره: ولا تمسكوا عصم الكوافر.
  قراءة العامة: «فَعَاقَبْتُمْ) بالألف، وقرأ إبراهيم وحميد والأعرج:» فعقّبتم «مشددة بغير ألف، وقرأ مجاهد:» فأعقبتم «على وزن أفعلتم، قال: صنعتم بهم كما صنعوا بكم، وقرأ الزهري: «فعقبتم» خفيفة بغير ألف، وقرأ مسروق: «فعقِبتم» بكسر القاف خفيفة، وكلها لغات، يعني قال: عاقب وعقّب وعَقَب وعَقِبَ وأعقب وتعقب واعتقب وتعاقب: إذا غنم، والتعقيب: أن يعمل عملاً ثم يعود فيه، وإذا غزا ثم ثنى من سنته فقد عَقَّبَ، وأصله أن تكون العقبى والغلبة لهم حتى يقيموا، وقيل: معنى (عاقبتم) أمسكتموهم في القتال حتى غنمتم، وأصل المعاقبة تصيير كل واحد من الشيئين مكان الآخر عقيب ذهابه، وأصله: العقب، وهو كون الشيء بعد الأخير، ومنه: العقاب، ومنه: العاقبة: الخاتمة.
  · اللغة: الهجر: ضد الوصل وهو الأصل في الباب، قال الأزهري: المهاجرة عند العرب خروج البدوي من البادية إلى المدن: إذا أقام بها، وهاجر القوم من دار إلى دار تركوا الأولى للثانية، وتَهَجَّرَ: إذا تشبه بالمهاجرين، وفي الحديث: «هاجروا ولا تَهَجَّرُوا» قاله عمر، والهَجْر: الهذيان، والهُجْرُ: الفحش في المنطق؛ لأنه هجر الصواب.
  والامتحان: الاختبار، يقال: امْتَحَنْتُ الذهب والفضة: إذا أذبتها لتختبرها حتى خلصت الذهب والفضة، وأصله من المحنة.