قوله تعالى: {يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم 1 هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين 2 وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم 3 ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم 4 مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين 5}
  · القراءة: قراة العامة: {الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ} بالكسر على أنه صفة لله تعالى، وقرأ أبو وائل بالرفع على تقدير: هو الملك.
  · اللغة: أصل التقديس: التطهير، والقُدُّوس: الطاهر، وقد بَيَّنَّا ما قيل فيه في سورة (الحشر)، وقال أهل اللغة: كل اسم على «فعُّول» مشددة العين فالفاء منصوبة، نحو: سَفُّودٍ وكَلُّوبٍ إلا ثلاثة أحرف هذا، وسُبُّوحٌ والذُّرُّوح: واحد الذراريح، وحكى الفراء عن الكسائي قال: سمعت أبا الدنيا، وكان أعرابيًّا فصيحًا يقول: القَدُّوس بفتح القاف، لعلها لغة.
  والأمي: الذي لا يكتب، كأنه منسوب إلى ولادة الأم، في أنه لا يحسن الكتابة.
  والتزكية: التطهير، زكَّاه يزكيه: إذا وصفه بالطهارة، وقيل: منه الزكاة، وقيل:
  من النماء، يقال: زكا الزرع.
  والأسفار: الكتب، واحدها سِفْر، نحو: شبر وأشبار، وإنما سمي سِفْرًا؛ لأنه يكشف عن المعنى بإظهاره، أسفر الرجل عن عمامته: إذا كشف، وسفرت المرأة عن وجهها، ومنه: الصبح إذا سفر.
  · الإعراب: في قوله: «وآخرين» وجهان من الإعراب:
  أحدهما: الكسر، تقديره: وفي آخرين، عطفًا على (الأميين).
  وثانيهما: النصب، رَدًّا على الهاء والميم في قوله: «ويعلمهم» أي: ويعلم آخرين منهم.