قوله تعالى: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين 11}
  واللهو واللعب نظيران، وكل ما شغلك فقد ألهاك، ومن ذلك سميت المرأة لهوًا، والجماع لهوًا.
  · الإعراب: الهاء في قوله: «إليها» يعود إلى التجارة، وقال الفراء: لأنها لهم، والعرب تذكر شيئين ثم تعود الكناية إلى أحدهما، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا}[التوبة: ٣٤] ولم يقل: «ينفقونهما» لعلم المخاطب، ويحتمل أن تكون الهاء ترجع إلى المروي.
  · النزول: عن جابر بن عبد الله قال: أقبل عير ونحن نصلي مع النبي ÷ الجمعة، وانفض الناس إليها، فما بقي غير اثني عشر رجلاً أنا فيهم، فنزلت الآية.
  وقيل: أصاب المدينة جوع وغلاء، فقدم دحية بن خليفة من تجارة من الشام، والنبي ÷ يخطب يوم الجمعة، فلما رأوه قاموا إليه بالبقيع خشية أن يُسْبَقُوا إليه، فلم يبق مع النبي ÷ إلا رهطٌ، منهم أبو بكر وعمر، فنزلت الآية، عن الحسن، وأبي مالك، فقال ÷: «والذي نفسي بيده، لو تتابعتم حتى لا يبقى أحد منكم لسال بكم الوادي نارًا».
  وقيل: كان رسول اللَّه ÷ يخطب يوم الجمعة إذ أقبل دحية الكلبي من الشام بتجارة، وكان يَقْدُمُ بما يُحتاجُ إليه من الدقيق والبر وغيره، وكان يقف بسوق المدينة، ويضرب الطبل، فيعلم الناس بقدومه، فقدم قبل أن يسلم، ورسول الله ÷ يخطب، فخرج إليه الناس، ولم يبق في المسجد إلا اثنا عشر رجلاً وامرأة، فنزلت الآية، عن مقاتل.
  وقيل: لم يبق في المسجد إلا ثمانية، عن ابن عباس، والكلبي.
  وقيل: خرجوا إلا أحد عشر رجلاً، عن ابن كيسان.
  وقيل: فعلوا ذلك ثلاث مرات، كل مرة لعير تقدم من الشام، وكل ذلك يوافق يوم الجمعة.