قوله تعالى: {يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 1 هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير 2 خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير 3 يعلم ما في السماوات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور 4 ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم 5}
  · اللغة: القدير: القادر، إلا أن في «قدير» مبالغة، فهو قادر على جميع الأجناس، وعلى ما لانهاية له من كل جنس في كل وقت.
  والصور: جمع صورة وهي المبنية على ضرب من التأليف، ثم تنقسم الصور إلى ضروب كثيرة، صَوَّرَهُ تصويرًا.
  والإسرار: الإخفاء.
  والوبال: ثقل الشيء المكروه، ماءٌ وَبِيلٌ وطعام وبيلٌ: أي غير مريء، وَبَالُ الأمرِ: وخَامَةُ عاقبته، وفي الحديث: «كل ما أديت زكاته فقد ذهبت أَبَلَتُه» أي: وبَلَتُهُ، وهو وباله، فقلبت الواو همزة، ومعناه: ذهاب مضرته.
  · الإعراب: {فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} رفع على الابتداء والخبر، عن الأخفش.
  {وَصَوَّرَكُمْ} نصب ب (أَحْسَنَ).
  {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ابتداء وخبره.
  · المعنى: «يُسَبِّحُ لِلَّهِ» أي: ينزهه «مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ» قيل: يدل على تنزيهه، وقيل: التفكر فيه يوجب تنزيهه، وقيل: تنزيه المكلفين بالقول والجمادات بالدلالة «لَهُ الْمُلْكُ» متفرد دون غيره، والألف واللام لاستغراق الجنس، وقيل: له الملك حقيقة واستحقاقًا، وقيل: له الملك [وكل ما] سواه مملوك له، عن أبي مسلم. «وَلَهُ الْحَمْدُ» أي: جميع الحمد له؛ لأن له النعم كلها وله الصفات الحميدة ممدوحة لا شيء يوجب نقصًا «وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ» يُوجِدُ المعدوم، ويُفْني الموجود، ويغير