التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب 214}

صفحة 862 - الجزء 1

  تقديره: إلى أن يقول الرسول، فيقول على الاستقبال، فأما الرفع فعلى الحال للفعل المذكور، أو الحال لكلام المتكلم، وذلك أن القول قد يكون في حال الزلزلة، فأما الغاية فلا تكون إلا بعد تقضيها وإن كان متصلاً بها، والرفع يوجب التأدية يعني الزلزلة إلى قول الرسول، فأما النصب فيوجب الغاية، والفرق بينهما من ثلاثة أوجه:

  أحدها: أن الرفع على الحال والنصب على الاستقبال.

  والثاني: أن أحدهما قد انقضى، والآخر لم ينقض.

  والثالث: أن أحدهما على الغاية، والآخر على التأدية.

  · اللغة: الزلزلة: شدة الحركة، وأصله زل، ضوعف لفظه لمضاعفة معناه نحو: صر، وصرصر.

  وحَسِبْتُ وخِلْتُ وظننت نظائر.

  والمثل والشبه من النظائر.

  وخلا: مضى، وأصله من الخلاء، كأنه إذا مضى فرغ مكانه.

  والبأساء: البؤس، وهو نقيض النعماء.

  والضراء من الضرر، وهو نقيض السراء.

  والنصر: الإعانة، ونقيضه الخذلان. والقريب: ضد البعيد، والقرب والبعد يرجعان إلى الأكوان كالحركة والسكون والاجتماع والافتراق.

  · النزول: قيل: نزلت الآية في يوم الخندق لما اشتدت المخافة وحوصر المسلمون في المدينة فدعاهم اللَّه تعالى إلى الصبر، ووعدهم بالنصر، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، عن قتادة والسدي.