التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا 11 الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما 12}

صفحة 6982 - الجزء 10

  السماوات فوق الأفلاك، وأنها مقر الملائكة، فأما الأرض فلا يسكنها أحد، إلا ما نحن عليه، وليس في الآية أن فيها أحدًا أم لا، ولا أن بين كل واحد فرقًا أم لا، فالتوقف فيه أولى.

  ويدل قوله: «لتعلموا» أنه أراد من الجميع أن يعلموا، خلاف قول الْمُجْبِرَةِ.

  ومتى قيل: لِمَ خص المؤمنين بقوله: {لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا

  قلنا: لأنهم يخرجون، وقيل: لأن الإخراج جزاء على الإيمان، فيخص المؤمنين.

  ومتى قيل: لِمَ أضاف الإخراج إلى نفسه؟

  قلنا: لأنه بلطفه، وهدايته، وإليه، وأمره، وإزاحة العلة.