قوله تعالى: {ياأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم 1 قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم 2 وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير 3 إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير 4 عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا 5}
  · القراءة: قرأ الحسن والسلمي وقتادة والكسائي وأبو بكر بن عياش: «عَرَفَ» بالتخفيف، قال أبو بكر: وهي قراءة علي بن أبي طالب # أدخلته في قراءة عاصم، وهي من عشرة أحرف، أدخلتها في قراءته لتستخلص قراءته قراءة علي، وقرأ الباقون: «عَرَّفَ» بالتشديد، أما التشديد فمعناه: عَرَّفَ غَيْرَهُ، والتخفيف «عَرَفَ» أي: جازاه بما فعل، كقولهم إذا توعد: قد عرفت ما فعلت، سأجازيك بفعلك.
  قرأ عاصم وحمزة والكسائي: «وإن تَظَاهَرَا» خفيفة الظاء، وقرأ الباقون مشددة، فالتشديد على الإدغام، والتخفيف على الحذف.
  وفي (جبرائيل) أربع قراءات: بفتح الجيم والراء من غير همز: ابن كثير. بكسرهما: أبو عمرو ونافع وابن عامر وحفص عن عاصم. مفتوحة الجيم والراء مهموز: أبو بكر عن عاصم. روي عن بعضهم بفتح الجيم وكسر الراء.
  قراءة العامة: «نَبَّأَهَا»، وعن طلحة بن مصرف: «أنبأها» وهما سواء في المعنى.
  · اللغة: الحرام: القبيح الممنوع منه بالنهي، ونقيضه: الحلال، وهو الحسن المطلق بالإذن فيه، وأصل الباب: المنع، ومنه: الحرم، والإحرام، والحريم، والمحارم.
  والتحريم: تفعيل من الحرام، والتحريم يكون بشيئين: بإيجاب المنع كما يقال:
  حَرَّمَ الله الخمر تحريمًا، وببيان أنه محرم، كما يقال: حرمه أبو حنيفة، وأباحه الشافعي.
  والابتغاء: الطلب، ومنه: الباغي لطلبه للاستعلاء بما ليس له بحق، والفعل البغي، والبُغْيَةُ: معتمد الطلب.