قوله تعالى: {ياأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم 1 قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم 2 وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير 3 إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير 4 عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا 5}
  والتَّحِلَّةُ والتحليل بمعنى، يقال: حَلَّلْتُ له كذا تحليلاً وتَحِلَّةً، كما يقال: كرمت فلانًا تكريمًا وتكرمة، وقدمته تقديمًا وتقدمة، وتحلة اليمين: فِعْلٌ يسقط التبعة فيه.
  واليمين والحلف والقسم من النظائر، وجمعه: أيمان، قيل: إنه مأخوذ من القوة، كأنه يُقَوِّي كلامه بالحلف، وقيل: من الجارحة؛ لأن عادتهم كان عند الحلف ضرب الأيدي على الأيدي.
  والإسرار: إلقاء المعنى إلى غيره في خفية، ونظيره: الإخفاء، ونقيضه: الإعلان والإظهار.
  والصَّغْوُ: المَيْلُ، صغا: إذا مال.
  والتظاهر: التعاون؛ وهو أن يكون كل واحد ظهيرًا للآخر، أي: معينًا له، وأصله من الظهر.
  والقنوت: الدوام على الطاعة، قنت قنوتًا.
  والسائح: الجاري، والعرب تصف بذلك الماء الجاري، الدائم الجري، ثم تصف به الرجل الذي يضرب في الأرض، ويقطع البلاد، يقال: سائح وسُيَّاح.
  · الإعراب: يجوز في (جبرائيل) و (صالح) النصب والرفع، فالنصب على تقدير: إن جبريل وصالح، وإذا رفعت فعلى موضع هو؛ لأنه رفع.
  {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} يحتمل أن يكون جمعًا وحذف الواو منه كما حذف من {يَدْعُ الدَّاعِ}[القمر: ] ٦، {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ}[الشورى: ٢٤] وإنما أسقطت لالتقاء الساكنين، ويحتمل أن يكون واحدًا، والمراد به كل رجل صالح.
  {مَرضَاتَ} التاء ليست زائدة، إنما هي هاء صارت تاء في الوصل.
  {صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} فذكر بلفظ الجمع؛ لأن الاثنين جمع، فجاز أن يعبر عنه بلفظ الجمع، وقيل: كل شيئين من شيء جماعة، كقولهم: ضربت أعناقهما، عن