التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير 1 الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور 2 الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور 3 ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير 4 ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير 5}

صفحة 7004 - الجزء 10

  ويدل قوله: {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} أن الموت معنى يضاد الحياة، وأن الحياة معنى.

  وتدل على أنه تعالى المختص بالقدرة عليهما.

  وتدل على أنه خلقهما للامتحان، ولا يليق ذلك إلا بمن هو مكلف أو فيهما لطف، فأما الحياة فتجوز مع كونه تمكينًا أن تكون لطفًا لهذا الحي وغيره، والموت يكون لطفا لغيره.

  ويدل قوله: {لِيَبْلُوَكُمْ} أنه كلف ليجازي على الأعمال، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ.

  ويدل قوله: {خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} أنها سبع بعضها فوق بعض.

  ويدل قوله: {مَا تَرَى} الآية أن الكفر والقبائح ليس من خلقه لكثرة التفاوت بينهما.

  ويدل ذلك على صانع مدبر؛ لأن خلق السماء وما فوقها والنجوم فيها، وعدم فتق فيها مع مرور الأيام يدل على صانع ومدبر.

  ويدل قوله: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ} أن الإدراك طريق للعلم.

  وتدل على أن الإدراك ليس بمعنى؛ إذ لو كان معنى لكان يجوز أن ينظر ويديم النظر بحاسة صحيحة، وليس فيه إدراك الفطور، فلا يدركها مع كونها فيها.

  ويدل قوله: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا} إلى آخر الآيات أن في السماء نجومًا.

  وتدل أن رجوم الشياطين منها، قال أبو علي: الكواكب ثابتة لا تزول وإنما ترمي بنار تنفصل منها.

  وتدل أن الأفلاك تحت السماء.

  وتدل على أن الشياطين مكلفة.