التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين 25 قل إنما العلم عند الله وإنما أنا نذير مبين 26 فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون 27 قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم 28 قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين 29 قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين 30}

صفحة 7016 - الجزء 10

  مَعِيَ» أرسل الياء حمزة والكسائي ويعقوب في بعض الروايات عن عاصم، الباقون بفتحها.

  · اللغة: الزلفة: القربة، وهو مصدر يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، ومنه: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ}⁣[الشعراء: ٩٠] أي: قربت، ويقال للمراقي: المزالف؛ لأن الراقي عليها يزلفه، أي يقربه مما يرتقي إليه، وازدلف إليه ازدلافًا، أي: تقرب، وسميت المزدلفة لقربها من مكة، وجمع زلفة: زُلَفٌ، قال العجاج:

  نَاجٍ طَوَاهُ الْأَيْنُ مِمَّا وَجَفَا ... طَيَّ اللَّيَالِي زُلَفًا فَزُلَفَا

  ساءه الأمر يسوؤه سوءًا، ومنه: السوء، ومنه: أساء يسيء إساءة فهو مسيء: إذا فعل ما يؤدي الغم.

  الدعاء: مصدر دعا يدعو: إذا طلب منه أمرًا، والدَّعوة بفتح الدال المرة الواحدة، وهو الدعوة إلى الطعام، والدِّعوة بكسر الدال في النسب، وحكي عن بعض العرب في النسب بالنصب، وفي الطعام بالكسر، والأول أشهر وأكثر، والادعاء: أن تدعي حقًّا لك أو لغيرك، وَيدَّعُون: «يَفتعلون» من الدعاء، قال الفراء: والمخفف والمشدد سواء، نحو: يَذْكرون ويذَّكرون، وسواء قولك «فعلت وافتعلت»، وهو دعوت وادعيت، نحو: جَنيت واجتنيت، وعرفت واعترفت.

  والغَوْرُ: الذهاب في الأرض حتى يخفى فيها، وهو مصدر غار يغور غورًا لا يثنى ولا يجمع، يقال: ماء غور، وماءان غور، ومياه غَوْرٌ، ونظيره: خَصْمٌ وعَدْلٌ، وغارت الشمس: إذا غابت، وكل شيء دخلت فيه وغبت فهو مغار، ومنه: {أَوْ مَغَارَاتٍ}⁣[التوبة: ٥٧].

  والمعين: قيل: مأخوذ من العين كأنه ظاهر تراه العيون، فهو على هذا «مفعول»