التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين 25 قل إنما العلم عند الله وإنما أنا نذير مبين 26 فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون 27 قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم 28 قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين 29 قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين 30}

صفحة 7017 - الجزء 10

  من العين «كمبيع» من البيع، وقيل: مأخوذ من الإمعان في الجري، فوزنه «فَعِيلٌ» كأنه قيل: معن في الجري والظهور.

  · الإعراب: «زُلْفَةً» نصب على المصدر، وقيل: على الحال.

  و «وُجُوهُ» رفع لأنه اسم ما لم يسم فاعله.

  · النزول: قيل: كان المشركون يتمنون موت النبي ÷ وأصحابه، فنزل: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ} بالإماتة فما الذي ينفعكم ذلك من العذاب.

  · المعنى: لما تقدم الوعيد بالحشر عقبه بذكر ما اعترضوا وما أجيبوا، فقال سبحانه: «وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ» يعني بالبعث والجزاء «إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» في أن ذلك كائن، قيل: قالوه إنكارًا واستهزاء، وقيل: تنفيرًا للعامة يوهمونهم أنه كذب وباطل «قُلْ» يا محمد «إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ» يعني علم الساعة متى تكون يختص به القديم سبحانه «وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ» لكم مُخَوف لكم به «مُبِينٌ» أي: مبين لكم ما أنزل من الأحكام، والوعد والوعيد «فَلَمَّا رَأَوْهُ» قيل: هذا إخبار عمن تقدم من الكفار حين رأوا نزول العذاب بهم، وقيل: كناية عمن كذب نبينا ÷، قالها كناية عن العذاب الذي نزل بالأمة، عن أبي مسلم، فإذا بعثوا، ورأوا القيامة قد قامت، ووأوا ما أعد لهم من العذاب، واللفظ على الماضي، والمراد به المستقبل، وهذا قول أكثر المفسرين، وقول أبي علي، وقيل: رأوا العذاب يوم بدر، عن مجاهد. «زُلْفَةً» قريبًا، عن مجاهد، وقيل: معاينة، عن الحسن. «سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا» أي: يظهر على وجوهم آثار الغم والحسرة، وقيل: نالهم الشؤم والخزي، عن أبي مسلم. وقيل: سودت وجوههم. وقيل: ساءهم رؤية القيامة، ولم تسرهم؛ لِمَا قَدَّموا من المعاصي، «وَقِيلَ» لهَؤُلَاءِ الكفار، واختلفوا في القائل: قيل: قاله الملائكة توبيخًا، وقيل: قاله