التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ن والقلم وما يسطرون 1 ما أنت بنعمة ربك بمجنون 2 وإن لك لأجرا غير ممنون 3 وإنك لعلى خلق عظيم 4 فستبصر ويبصرون 5 بأيكم المفتون 6 إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين 7 فلا تطع المكذبين 8 ودوا لو تدهن فيدهنون 9 ولا تطع كل حلاف مهين 10}

صفحة 7022 - الجزء 10

  ويعقوب، وروي عنهم الإخفاء والإظهار، والقراءة الظاهرة بالجزم؛ لأنها من حروف الهجاء، وهي مجزومة أبدًا، وعن ابن عباس بالكسر على إضمار حرف القسم، وقرأ عيسى بن عمر بالفتح على إضمار فعل، أي: اقرأ نون وهو قسم، وجواب القسم: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ}.

  · اللغة: السطر: الكتابة، سَطَرَ يَسْطُرُ سطرًا: إذا كَتَبَ، وجمع السطر: سطور وأَسْطُرٌ.

  والجنون: زوال العقل، وأصله الستر.

  والممنون: المقطوع، والمن: القطع.

  والمفتون: المبتلى، يقال: فُتن فلان بفلان، وأصل الفتنة الابتلاء والاختبار.

  والإِدْهان: منْ المداهنة، وهو الجريان في ظاهر الحال على المقاربة، مع إضمار العداوة، وأصله من الدهن، شبه التليين في القول بالتليين في الدهن، والمداهنة كالمصانعة يقال: داهنت: إذا واريت، وأدهنت: غَشَشْتُ.

  والمهين: الضعيف القليل، والمهانة: الذلة والقلة.

  · الإعراب: «فَيُدْهِنُونَ» رفع بالعطف، وليس بجواب النهي؛ إذ لو كان جوابًا لقال: فيدهنوا، وتقديره: ودوا لو تدهن، ودوا لو يدهنون.

  «بِأَيِّكُمُ» الباء زائدة، تقديره: أيكم المفتون، قال الراجز:

  نَحْنُ بَنُو جَعْد أصْحَابُ الفَلَجْ ... .

  نَضْرِبُ بالسَّيْفِ وَنَرْجُو بِالْفَرَجْ

  أي: الفرج.