التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هماز مشاء بنميم 11 مناع للخير معتد أثيم 12 عتل بعد ذلك زنيم 13 أن كان ذا مال وبنين 14 إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين 15 سنسمه على الخرطوم 16}

صفحة 7026 - الجزء 10

  كثير الحلف بالباطل لقلة مبالاته بالكذب «مَهِينٍ» قيل: المهين المكثار من الشر، عن الحسن، وقتادة، وقيل: الحقير الضعيف، وقيل: الكذاب، عن ابن عباس، وقيل: الضعيف في الخيرات، وقيل: يستحقرونه لكثرة كذبه، وقيل: من كَثُرَ حلفه كذبًا، وعرف بذلك فهو مهين، فالجمع يرجع إلى معنى واحد، وهو الحقير.

  · الأحكام: الآيات تدل على أشياء:

  منها: القسم بهذه الأشياء، فتدل على عظم حالها، قال القاضي: والأولى أن يحمل (نون) على أنه اسم السورة، فعلى هذا القسم بالسورة، وبالقلم الذي تكتب به السورة، وبمن كتبها، والقسم بِاللَّهِ في الحقيقة.

  ومنها: نفي ما رموا به رسول الله ÷ من الجنون.

  ومنها: عظم محله في الآخرة.

  ومنها: النهي عن طاعة أولئك المكذبين.

  وتدل أنهم كانوا رؤساء قادة، ودعوه إلى باطل.

  ومنها: أنه لا يجوز اتباع المبطل، وإن كان متبوعًا.

  ومنها: قبح المداهنة في الدين، وأنها مفسدة، وأن الواجب التشديد.

  ومنها: المنع عن إكثار الحلف، وعن اليمين الفاجرة.

  وتدل على أن المداهنة والحلف فعلُ العبد؛ لذلك ذمهم به.

قوله تعالى: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ١١ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ١٢ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ١٣ أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ ١٤ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ١٥ سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ١٦}