التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هماز مشاء بنميم 11 مناع للخير معتد أثيم 12 عتل بعد ذلك زنيم 13 أن كان ذا مال وبنين 14 إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين 15 سنسمه على الخرطوم 16}

صفحة 7027 - الجزء 10

  · القراءة: اختلف القراء في «أَنْ كَانَ» فقرأ أبو جعفر وابن عامر ويعقوب بهمزة واحدة ممدودة على الاستفهام، وكلهم يطولونه هاهنا وإن اختلفوا في أمثاله، وقرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم بهمزتين على الاستفهام، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي وحفص عن عاصم بهمزة واحدة وفتح الألف على تقدير: و «لا تطع أن كان» من غير استفهام، على الخبر، والأول على تأويل: ألا كان ذا مال وبنين، يقول - إذا تتلى عليه آياتنا -: إنها أساطير الأولين، وقيل: إلا أن كان ذا مال يطاع في الكفر.

  · اللغة: الهَمْزُ: الوقيعة في الناس بما ليس فيهم، وأصل الهمز: الدفع بشدة اعتماد، ومنه: الهَمَّاز، والهُمَزَةُ: المغتاب الغياب، والهَمْزَةُ: حرف من حروف المعجم، وهي حرف يخرج من الصدر بشدة، ومنه: الهمز: الكسر.

  والنميم: التضريب بين الناس بنقل الكلام وهو الوشاية، والنميمة: مصدر «نمَّ ينم نميمة»، ومنه: النمامُ المشمومُ؛ لأنه بِرِيحِهِ كالمخبر عن نفسه.

  والمعتدي: المجاوز للحد، ومنه: الاعتداء.

  والأثيم: فاعل الإثم، وبناء «فَعِيل» يجيء بمعنى «فاعل».

  والعُتُلّ: الجافي الغليظ ومنه: {خُذُوُهُ فَاعْتِلُوُهُ}⁣[الدخان: ٤٧] وأصله: الدفع، عَتَلَه يَعْتِلُهُ عتلًا: إذا زعزعه بغلظة وجفاء.

  والزنيم: الدَّعِي وهو المعلق بالقوم وليس منهم، وأصله: الزَّنَمَةُ؛ وهي المدلية تحت حلق الجدي، ويقال للتيس: [زنيم إذا كان] له زنمتان، قال الشاعر:

  زَنِيمٌ لَيْسَ يُعْرَفُ مَنْ أَبَوْهُ ... بَغِيِّ الْأُمِّ ذُو حَسَبٍ لَئِيمِ