قوله تعالى: {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين 17 ولا يستثنون 18 فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون 19 فأصبحت كالصريم 20 فتنادوا مصبحين 21 أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين 22 فانطلقوا وهم يتخافتون 23 أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين 24 وغدوا على حرد قادرين 25 فلما رأوها قالوا إنا لضالون 26 بل نحن محرومون 27 قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون 28 قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين 29 فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون 30 قالوا ياويلنا إنا كنا طاغين 31 عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون 32}
  دخل في وقت الصباح، وأمسى: دخل في وقت المساء، أصبح القوم، وهم مصبحون.
  والاستثناء: إخراج بعضٍ مِنْ كُلٍّ، لولاه لدخل فيه، تقول: رأيت القوم إلا زيدًا، والاستثناء بالمشيئة كقولهم: إلا أن يشاء الله، معناه: إن شاء منعني أو يُمَكِّننِّي، فالأول وُضِعَ لإخراج بعض ما دخل تحت العموم، والثاني لرفع حكم الكلام.
  والطائف: الطارق ليلاً، يقال: (طاف عليها): إذا طرقها ليلاً، فإذا قيل: (طاف به) صلح في الليل والنهار، وأصله من الطوف.
  والتنادي: أن ينادي كل واحد منهما صاحبه، والنداء: الدعاء بطريقة يا «فلان».
  والتخافت: التساتر، خفيت الحديث، وأخفيته، وأسترته بمعنًى، ويقال: خفت فلان نفسه يخفت خفوتًا، وهو خافت: إذا أخفى نَفَسَهُ، والتخافت: يجري بين الاثنين، وأصل الخفوت: السكون، ويقال للميت: خفت؛ أي: سكن.
  والحَرْدُ: القصد، وهو أصل الباب، حَرَدَ يَحْرِدُ على وزن «ضرب يضرب»، حَرْدًا فهو حارد، قال الشاعر:
  أَقْبَلَ سَيلٌ جَاءَ مِنْ أمْرِ الله ... يَحْرُدُ حَرْدَ الْجَنَّةِ الْمُغِلَّهْ
  والحَرَدُ: الغضب، وفيه لغتان: حَرَدٌ وحَرْدٌ، كالدَّرَك والدَّرْك، والحرد: المنع، عن أبي عبيدة، و القتبي، وهو المحاردة أيضًا.
  والحرمان: منع الخير الذي كان يُنَالُ لولا سبب الانقطاع، حَرَمَهُ حرمانًا فهو محروم، وخلافه: المرزوق، وأصل الباب: المنع، ومنه: الحرام والحرم والإحرام.
  والتلاوم: «تَفَاعُلٌ» من اللوم، ويتلاومون: «يتفاعلون»، وهو لَوْمُ كُلِّ واحد منهم للآخر، واللوم: التقريع بفعل القبيح.