التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {خذوه فغلوه 30 ثم الجحيم صلوه 31 ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه 32 إنه كان لا يؤمن بالله العظيم 33 ولا يحض على طعام المسكين 34 فليس له اليوم هاهنا حميم 35 ولا طعام إلا من غسلين 36 لا يأكله إلا الخاطئون 37}

صفحة 7064 - الجزء 10

  · اللغة: الجحيم: اسم من أسماء جهنم، وهو في اللغة: اسم للنار العظيمة، والجحيم والسعير والوقود نظائر.

  والتصلية: إلزام النار، ومنه: اصطلاء القعود عند النار للدفاء، وأصل الباب: اللزوم، ومنه: المُصَلِّي: الذي يلزم أثر السابق.

  والسلسلة: حلق منتظمة، ومنه: سلسل في كلامه، أي: أعقده شيئًا بعد شيء، وتسلسل: إذا استمر شيئًا قبل شيء على الولاء والانتظام.

  والذرع: قدر معروف، وأصله مأخوذ من الذراع، وهو العضو المعروف، وثوب مذروع، ويُقال: ذرعه يَذْرَعُهُ ذرعًا.

  والغِسْلِينُ: مأخوذ من الغسل، وهو الصديد، كأنه غُسَالَة فروجهم.

  · المعنى: لما تقدم ذكر حالتي الناس في الكتاب عقَّبه بذكر وعيد العصاة، وما أعد لهم، فقال سبحانه: «خُذُوهُ» أي: يُقال للملائكة الَّذِينَ هم خزنة جهنم: خذوه، وقيل:

  يجمع كل واحد منهم جماعة من الزبانية «فَغُلُّوهُ» أي: اجعلوا الأغلال في أعناقهم «ثمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ» أي: أدخلوه النار وألزموه إياها «ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ» أي: اسلكوه في السلسلة فيدخل عنقه فيها ثم يجرها، وقيل: تدخل في دبره وتخرج من منخريه، عن ابن عباس، وقيل: تدخل في فيه وتخرج من دبره، عن الضحاك، وقيل: تدخل في دبره وتخرج من حلقه، وتكون محماة بنار جهنم، عن أبي علي.

  واختلفوا في الذراع: قيل: سبعون ذراعًا بذراع الملك، عن ابن عباس، وقيل:

  كل ذراع سبعون باعًا، الباع ما بين كوفة ومكة، عن نوف، وقيل: كل ذراع سبعون ذراعًا، عن سفيان، وقيل: الله أعلم بأي ذراع هو، عن الحسن، وقيل: لو جمع حديد الدنيا ما وزن حلقة منها، عن كعب، وقيل: يشد بالسلسلة زيادة في تعذيبه،