قوله تعالى: {فلا أقسم بما تبصرون 38 وما لا تبصرون 39 إنه لقول رسول كريم 40 وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون 41 ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون 42 تنزيل من رب العالمين 43 ولو تقول علينا بعض الأقاويل 44 لأخذنا منه باليمين 45 ثم لقطعنا منه الوتين 46 فما منكم من أحد عنه حاجزين 47 وإنه لتذكرة للمتقين 48 وإنا لنعلم أن منكم مكذبين 49 وإنه لحسرة على الكافرين 50 وإنه لحق اليقين 51 فسبح باسم ربك العظيم 52}
  · الإعراب: يقال: لم قال: «حاجزين» والفعل لواحد؟
  قلنا: لأنه رد على المعنى نحو قوله: {لَا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ من رُّسُلِهِ}[البقرة: ٢٨٥]. وقيل: أحد فيه، معناه: جَماعةٌ.
  واللام في قوله: «لتذكرة» لام القسم، وقيل: ليس بلام القسم؛ لأنها تكون مع النون الثقيلة، وإنما أدخل للتقدير.
  · المعنى: ثم أكد ما تقدم، فقال سبحانه: «فَلَا أُقْسِمُ» فيه أوجه:
  أحدها: أن (لا) صلة مؤكدة، وهو قول البصريين.
  وثانيها: أنه رد لكلام، وإثبات لآخر، كأنه قيل: ليس الأمر كما يزعمه هَؤُلَاءِ، عن الفراء.
  وثالثها: لأنه نفى القسم؛ لأنه لا يحتاج إلى القسم لو يحوجه، فهو أظهر منْ أن يحتاج في إثباته إلى قسم، عن أبي مسلم.
  ورابعها: أنه كقولهم: لا والله، لا أفعل كذا.
  «بِمَا تُبْصِرُونَ. وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ» قيل: بما ترون وما لا ترون، وأراد جميع المكونات؛ لأن الذات كلها لا تخلو من هذين القسمين، وقيل: ما تبصرون الشمس والقمر، وما لا تبصرون العرش والكرسي، وقيل: الجنة والنار، وقيل: ما تبصرون: الرسول، وما لا تبصرون: جبريل @، وقيل: ما على ظهر الأرض، وما في بطنها، وقيل: بالنعم الظاهرة والباطنة، وقيل: الدنيا والآخرة، وقيل: بالأجسام والأرواح، وقيل: الإنس والجن والملائكة، وقيل: ما تبصرون من آيات قدرته، وما لا تبصرون من أسرار قدرته «إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ» قيل: جبريل، عن أبي علي، وقيل: محمد، عن الحسن. «كَرِيمٍ» جامع لخصال الخير، وقيل: كريم على ربه.