قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع 1 للكافرين ليس له دافع 2 من الله ذي المعارج 3 تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة 4 فاصبر صبرا جميلا 5 إنهم يرونه بعيدا 6 ونراه قريبا 7}
  قيل: بمعنى (عن)، كقوله: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}[الفرقان: ٥٩] أي: عنه، قال علقمة بن عبدة:
  فَإِنْ تَسْأَلُونِي بِالنِّساءِ فَإِنَّني ... بَصِيرٌ بِأَدَواءِ النِّساءِ طَبِيبُ
  أي: عن النساء، وقال آخر:
  دَعِ المُعَمَّرَ لاَ تَسْأَلْ بِمَصْرَعِهِ ... وَاسْأَلْ بِمَصْقَلَةِ البَكْرِيِّ مَا فَعَلاَ
  فالمعنى: سأل سائل عن عذاب، وقيل: الباء صلة، تقديره: سأل سائل عذابًا واقعًا للكافرين.
  ومن قرأ بغير همز فقيل: إنه لغة في السؤال، سال سائل، مثل: نال نائل، وخاف خائف، وقيل: هو من السيل، وقيل: هو واد في جهنم يرد عليهم لعله:
  [تجوُّزٌ] وراء السيل، عن الزجاج، وزيد بن ثابت، وعبد الرحمن بن زيد، فعلى هذا الباء في موضعه، كأنه قيل: سال عليهم بعذاب.
  قرأ الكسائي -: «يَعْرُجُ» بالياء، وهو قراءة ابن مسعود [ردًّا] إلى المعنى، وهو اختيار أبي عبيدة، الباقون بالتاء ردًّا إلى اللفظ.
  · اللغة: السؤال: طلب الفعل من غيره.
  والدفع مصدر دفع يدفع دفعا، والدافع: الصارف للشيء عن غيره.
  والمعارج: موضع العروج، واحدها: مَعْرَجٌ، عَرَجَ يَعْرُجُ عروجًا، والعروج:
  الصعود مرتبة بعد مرتبة، ومنه: الأعرج لارتفاع إحدى رجليه عن الأخرى.