قوله تعالى: {يوم تكون السماء كالمهل 8 وتكون الجبال كالعهن 9 ولا يسأل حميم حميما 10 يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه 11 وصاحبته وأخيه 12 وفصيلته التي تؤويه 13 ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه 14 كلا إنها لظى 15 نزاعة للشوى 16 تدعو من أدبر وتولى 17 وجمع فأوعى 18}
  كذلك، وقيل: «كَلَّا»؛ أي: لو تمكن منهم ما نجاه أحد فكيف ولا تمكن، وقيل: كَلَّا: حقًّا؛ متصل بقوله: (لظى)، «إنها لظى» اسم من أسماء جهنم، وقيل: هي الدركة الثانية سميت بذلك لأنها تلتهب «نَزَّاعَةً لِلشَّوَى» قيل: الأطراف كاليد والرِّجْل والهام، عن قتادة، وقيل: للجلد وأم الرأس، عن ابن عباس، وقيل: لحم الساق، عن أبي صالح، وقيل: أم الرأس تأكل الدماغ كله ثم يعود كما كان، عن الكلبي، وقيل: العصب والعقب، عن سعيد بن جبير، وقيل: جلد الرأس، عن مجاهد، وقيل: اللحم دون العظم، عن مجاهد أيضًا، وقيل: يحرق كل شيء ويبقى فؤاده، عن الحسن، وقيل: محاسن وجهه، عن أبي العالية، وقيل: المفاصل «تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى» يعني النار تدعو إلى نفسها من أدبر عن الإيمان، وتولى عن طاعة الله تعالى، عن قتادة، وقيل: عن الحق، عن مجاهد، وقيل: عن الرسول، وقيل: النار لا تدعو، ولكن جعلها الله موضع العصاة، فكأنها تدعو، عن أبي مسلم، وقيل: الله تعالى يُنْطِقُ النار حتى تدعوهم إليها، وقيل: خزنة النار تدعوهم، فجعل ذلك دعاء منها، عن أبي علي، كما يقال للجائع: الطعام يدعوك، وعن ابن عباسٍ: تدعو الكافرين والمنافقين بأسمائهم بلسان فصيح، تلتقطهم كما يلتقط الطير الحب، وهذا الدعاء بخلق الله في النار، وقيل: تدعو: تُهْلِكُ، عن ثعلب، تقول العرب: دعاك الله أي: أهلكك «وَجَمَعَ» المال «فَأَوْعَى» أمسكه فلم يؤد حق الله، وقيل: جمعه من باطل ومنعه عن الحقوق، وقيل: كسبه من غير حله، وأنفقه في غير حله.
  · الأحكام: تدل الآيات على أشياء:
  منها: عظم أهوال يوم القيامة.
  ومنها: أن السماء من حديد حتى تذوب كما روي.
  ومنها: أن أحدا لا يُتَعَرَّفُ عن حاله؛ لأن كل واحد يعرف بعلامة.
  ومنها: أن كل أحد يشغله شأنه عن شأن غيره.