قوله تعالى: {ما لكم لا ترجون لله وقارا 13 وقد خلقكم أطوارا 14 ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا 15 وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا 16 والله أنبتكم من الأرض نباتا 17 ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا 18 والله جعل لكم الأرض بساطا 19 لتسلكوا منها سبلا فجاجا 20}
  أي: لم يخف.
  «وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا» تارات حالاً بعد حال، قيل: نطفة ثم علقة ثم مضغة، ثم خلقًا سويًّا، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، وابن زيد، وقيل: صبيانًا ثم شبابًا ثم شيوخًا، وغير عاقل ثم عاقلاً، وضعيفًا ثم قويًّا، وقيل: غنيًّا وفقيرًا، وصحيحًا ومريضًا «أَلَمْ تَرَوْا» يحتمل الرؤية بالبصر أي: ألم تبصروا السماوات كيف خلقناها، ويحتمل العلم أي: ألم تعلم «كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا» بعضها فوق بعض «وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ» قيل: في السماوات السبع، عن عبد الله بن عمر، وقال: وجههما من قبل السماوات وأقفيتهما من قبل الأرض، وقيل: في ناحيتهن، وقيل: يعني في السماء الدنيا، عن الحسن، وهذا كما يقال: أَتَيْتُ بني تميم، وإنما أتى بعضهم، وفلان منزله في دور بني فلان، وإنما هو في دار بعضهم، وقيل: فيهن أي: في السماوات والأرض، عن ابن عباس. «نُورًا» أي: ضياء «وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا» أي: مصباحًا «وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا» وقيل: يحتمل معنيين:
  أحدهما: التكبير بعد الصغر، والإطالة بعد القصر، وذلك هو الإخراج من حال الطفولية إلى الشباب والكهولية.
  والثاني: أن يراد به الخلق الأول، وهو خلق آدم من الأرض والطين، عن أبي مسلم.
  وقيل: (مِنْ) بمعنى (في)؛ أي: في الأرض، وقيل: رباكم بالأغذية التي من الأرض «ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا» أي: في الأرض أمواتًا «وَيُخْرِجُكُمْ» منها عند البعث أحياء «إِخْرَاجًا» وذكر المصدر تأكيدًا «وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا» أي: مهادًا مستوية، تحملكم أحياء، وتستركم أمواتًا «لِتَسْلُكُوا مِنْهَا» من الأرض «سُبُلًا فِجَاجًا» طرقًا مختلفة، عن ابن عباس، وقيل: سبلاً في الصحارى وفجاجًا في الجبال، وكل ذلك إشارة إلى أن لها صانعًا صنعها، وأنعم بها على خلقه.
  · الأحكام: تدل الآيات على أشياء:
  منها: وجوب تعظيم الله، وإثبات توحيده وعدله، ثم عبادته.