التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ما لكم لا ترجون لله وقارا 13 وقد خلقكم أطوارا 14 ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا 15 وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا 16 والله أنبتكم من الأرض نباتا 17 ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا 18 والله جعل لكم الأرض بساطا 19 لتسلكوا منها سبلا فجاجا 20}

صفحة 7098 - الجزء 10

  والطباق: منزلة فوق منزلة.

  والإنبات: إخراج النبات من الأرض بالنمو حالاً بعد حال.

  والفِجَاجُ: الطرق المتسعة المتفرقة، واحدها: فج، وقيل: الفج: المسلك بين الجبلين.

  · الإعراب: «نباتًا» نصب على المصدر، وهو مصدر وقع مخالفًا لبناء فعله؛ لأن مصدر أنبته: إنباتًا، قال الخليل: تقديره أنبتكم، فنبتم نباتًا.

  · المعنى: ثم حكى تعالى ما وعظ به لْوح. قومه، وما ذكر من دلائل وحدانية الله، وآثار قدرته ونعمته، فقال سبحانه: «مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا» قيل: ما لكم لا تعتقدون بتثبيت الله إلهاً لكم، والوقار: الثبات، عن أبي مسلم. وهذا أحسن ما قيل فيه؛ ولذلك عقبه بدليل التوحيد وإثبات الصانع، وقيل: ما لكم لا ترون لله عظمة، عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، وقيل: ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته، عن سعيد بن جبير، وكله متقارب، وقيل: ما لكم لا ترجون لله عاقبة، عن قتادة، أي: لا تطمعون في عاقبته لعظمة الله، وقيل: لا ترون لله طاعة، عن ابن زيد، وقيل: لا تخافون للّه عظمة، عن الكلبي، وقيل: ما لكم لا ترجون في عبادة الله أن يثيبكم على توقيركم إياه خيرًا، عن الأصم، وقيل: لا تعرفون لله حقًا، عن الحسن، أي: لا تشكرون نعمه، ولا تعبدونه، ولا توحدونه، وقيل: ما لكم لا ترجون ثوابه، ولا تخافون عقابه، والرجاء من الأضداد، فيكون أَمَلاً وخوفًا، قال الشاعر:

  إذا لَسَعَتْهُ الدَّبْرُ لم يَرْجُ لَسْعَهَا