قوله تعالى: {قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا 21 ومكروا مكرا كبارا 22 وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا 23 وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا 24 مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا 25 وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا 26 إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا 27 رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا 28}
  وهما بمعنى، غير أن في التشديد التكثير، يقال: كَبِير وكُبَارٌ وكُبَّارٌ، وعجيب وعُجَابٌ وعُجَّابٌ.
  قراءة العامة: «يَغُوثَ وَيَعُوقَ» غير مجرى؛ لأنهما على بناء فعل مضارع، وهما مع ذلك عجميان، عن أبي حاتم، وقرأ الأعمش وأشهب العقيلي: «يغوثًا ويعوقًا» مجرى.
  قراءة العامة: «ولِوَالِدَيَّ» على التثنية، يعني أباه لمك، وأمه سمحا، وعن سعيد بن جبير: «ولِوَالِدِي» على الواحد.
  · اللغة: الخَسَارُ: الهلاك بذهاب رأس المال، ففيه معنى الهلاك؛ ولذلك بُني على بَيانِهِ، وأما الخسران فذهاب رأس المال، وليس فيه معنى الهلاك؛ لأنه يقل ويكثر.
  ودَيَّار: «فَيْعالٌ» من الدوران، نحو: القَيَّام، وأصله: قَيْوَامٌ، وديَّار دَيْوَار يعني أحدًا يدور، بأن يجيء ويذهب في الأرض، قال القتبي: أصله من الدار، أي: نازل دارٍ، قال الشاعر:
  وَمَا نُبَالِي إِذَا مَا كُنْتِ جَارَتَنا ... أَلَّا يُجاورَنَا إِلَّاكِ دَيَّارُ
  والتبار: الهلاك.