قوله تعالى: {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا 1 يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا 2 وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا 3 وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا 4 وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا 5}
  · القراءة: قرأ ابن كثير وأبو عمرو: «أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ»، «وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا»، «وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ»، «وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ» هذه الأربعة الأحرف بفتح الألف، والباقي من أول السورة إلى آخرها بالكسر.
  وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم كذلك، إلا قوله: «وَإِنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ» فإنهما كسراه.
  وقرأ أبو جعفر: «قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ» بالفتح، ولم يختلفوا فيه، ثم قرأ في الآية الثالثة: «وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا» بفتح الألف، «وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا» بالفتح، «وَإِنَّا ظَنَنَّا» بكسر الألف، «وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ» بفتح الألف، وبكسر ما بعده إلى قوله: «وأن لو استقاموا»، «وأن المساجد»، «وأنه لما قام عبد الله» بفتح هذه الثلاثة، وقال: ما كان مردودًا علي الوحي فهو (أنه) بالفتح، وما كان من قول الجن فهو (إنه) بالكسر.
  وقرأ ابن عامر وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف: «قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ» بفتح الألف، وكذلك كل ما بعده بالفتح إلى قوله: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ} فإنه بالفتح أيضًا، والأصل فيه أن كل من نصب فهو عطف على قوله: {أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ}، ومن كسر فهو عطف على قوله: {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا} وما جاء بعد القول فهو كالابتداء، فيكسر.
  فأما قوله: «وَأَنَّهُ تَعَالَى» مَنْ فَتَحَ، فعلى تقدير: آمنا أنه تعالى، قال الشاعر:
  إِذَا مَا الْغَانِيَاتُ بَرَزْنَ يَوْمًا ... وَزَجَّجْنَ الْحَوَاجِبَ وَالْعُيُونَا
  أي: وكحلن العيون. ومن كسر لأنه بعد القول.
  قرأ يعقوب: «تَقَوَّلَ» بفتح القاف وتشديد الواو من التقول، الذي هو التخرص، وقراءة القراء: «تَقُولَ» مخففة بضم القاف وسكون الواو، من القول.