التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا 11 وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا 12 وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا 13 وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا 14 وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا 15}

صفحة 7117 - الجزء 10

  · القراءة: قرءاة العامة: «لا يخاف» بالألف على الخبر، وفعل مستقبل، وقرأ الأعمش: «لاَ يَخَفْ» على النهي عن الخوف.

  · اللغة: الصلاح: ضد الفساد، والصالح: عامل الصلاح الذي يتقوم به حاله في دينه، والمصلح: فاعل [الصلاح] الذي به يُقَوَّمُ أمرٌ من الأمور، ولهذا يقال: إنه مصلح، ولا يوصف بأنه صالح.

  والطرائق: جمع طريقة.

  والقِدَدُ: القِطَعُ والفِرَقُ، واحدها: قِدَةٌ، كما يقال: قطعةٌ وقِطَعٌ، وفرقة وفرق، وأصله: القطع، والقَدُّ والقطع سواء.

  والبخس: النقصان.

  والرَّهَقُ: اللحاق.

  والقاسط: الجائر، والمُقْسِطُ: العادل، وأصله: الميل والعدول، فالقاسط: العادل عن الحق إلى الجور، والمُقْسِطُ: العادل إلى الحق، ونظيره تَرِبَ: افتقر، وأَتْرَبَ: استغنى، وأصله: التراب، فالأول: ذهب ماله حتى قعد على التراب، والثاني: كثر ماله حتى صار كالتراب، أقسط يُقْسِطُ فهو مقسط: إذا عدل، وقَسَطَ يَقْسِطُ قُسُوطًا: إذا جار، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}⁣[المائدة: ٤٢]، وقال: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا}، قال الشاعر:

  قَوْم هُمُ قَتَلُوا ابْنَ هِنْدٍ عَنْوَةً ... عَمْرًا وَهُمْ قَسَطُوا عَلَى النُّعْمَانِ

  أي: جاروا وظلموا.