قوله تعالى: {ياأيها المدثر 1 قم فأنذر 2 وربك فكبر 3 وثيابك فطهر 4 والرجز فاهجر 5 ولا تمنن تستكثر 6 ولربك فاصبر 7 فإذا نقر في الناقور 8 فذلك يومئذ يوم عسير 9 على الكافرين غير يسير 10}
  المفسرين وأهل اللغة. وقال الكسائي: بينهما فرق، فالرُّجْز بضم الراء: الوثن، وبالكسر: العذاب أي: اهجر ما يؤدي إلى العذاب، وقيل: بالضم: الصنم، وبالكسر: النجاسة والمعصية، عن أبي العالية، والربيع.
  قراءة العامة: «تَمْنُنْ» بنونين على إظهار التضعيف، وقرأ أبو السمال العدوي مدغمة مفتوحة.
  قراءة العامة: «تَسْتَكْثِرُ» بالرفع، وقرأ الحسن بالجزم، وقرأ الأعمش بالنصب، ولا تجوز القراءة بهذين، أما الجزم: فأجازه الفراء، ولم يجزه غيره من النحويين، وهو رديء، وإنما أجازه على جواب النهي، وليس بشيء؛ لأنه ليس بجواب، فأما النصب: فعلى توهم لام (كي)، وليس بالوجه، مع أن القراءة لا تجوز إلا بالظاهر المستفيض، فالوجه الرفع، وعليه العمل وإجماع الأمة، ونبيِّن وجه ذلك من بعد.
  · اللغة: المدثر: متفعل من الدثار، وأصله المتدثر بثيابه إلا أن الثاء أدغمت في الدال؛ لأنها من مخرج الدال، مع أن الدال أقوى في الجهر منها، تَدَثَّرَ تدثرًا، ودَثَّرَهُ تدثيرًا، فالمتدثر: المتغطي بالثياب عند النوم.
  والإنذار: الإعلام بموضع المخافة لتتقى.
  والإكبار: التعظيم، ومنه {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ}[يوسف: ٣١]، ونقيضه: التصغير، وحقيقه هو وصفه بأنه أكبر، والله تعالى كبير الشأن، يعني أنه المختص باتساع المقدور والمعلوم، وأنه المستحق لصفاته لم يزل، ولا يزال لا يشاركه فيها غيره.
  طَهَّرَهُ يُطَهِّرُهُ: إذا نظفه عن النجاسات.