قوله تعالى: {ياأيها المدثر 1 قم فأنذر 2 وربك فكبر 3 وثيابك فطهر 4 والرجز فاهجر 5 ولا تمنن تستكثر 6 ولربك فاصبر 7 فإذا نقر في الناقور 8 فذلك يومئذ يوم عسير 9 على الكافرين غير يسير 10}
  والهجران: مفارقة الشيء.
  والمن: النعمة، والمن: ذكر النعمة بما يكدرها ويقطع حق الشكر بها، وأصله القطع، ومنه: {أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}[فصلت: ٨] أي: غير مقطوع.
  والاستكثار: طلب الكثرة، استكثر من المال والعلم، وهو في الآية طلب ذكر الاستكثار للعطية.
  والناقور: الذي من شأنه أن يُنْقَرَ فيه للتصويت، وهو فاعول من النقر، كقولك:
  هاضوم من الهضم، وحاطوم من الحطم.
  واليسر: ضد العسر، واليسر: خلاف العسر، واليسر: القليل الكلفة، ومنه:
  اليسار: كثرة المال لقلة الكلفة به في الإنفاق، ومنه: تيسر الأمر: سَهُلَ.
  · الإعراب: (تَسْتَكْثِرُ) رفع، قيل: لأنه في موضع الحال، وتقديره: لا تمنن مستكثرًا، فلما وقع موقع الاسم رفع في المضارعة، وذلك أن (يستكثر) ضارع مستكثرًا، وقيل:
  أصله: أنْ تستكثر، فلما حذف (أنْ) رفع، كقول الشاعر:
  أَلاَ أَيُّهَذَا الزَّاجِرِي أَحْضَرَ الوَغَى ... وَأَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ هَلْ أنْتَ مُخْلِدِي
  أي: أن أحضر، فلما حذف (أنْ) رفع أحضر.
  · النزول: روى أبو مسلم ابن عبد الرحمن عن جابر أن أول ما نزل من القرآن على النبي ÷ {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}.
  وعن جابر أن النبي ÷ قال: «فتر عني الوحي مرة فبينما أنا أمشي بحراء إذ سمعت صوتًا ينادي، فنظرت، فإذا الملَك الذي جاءني جالسٌ على كرسيٍّ بين السماء