التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {سأصليه سقر 26 وما أدراك ما سقر 27 لا تبقي ولا تذر 28 لواحة للبشر 29 عليها تسعة عشر 30 وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر 31}

صفحة 7162 - الجزء 10

  والتلويح: التغيير للون، لَوَّحَتْهُ الشمس تُلَوِّحُهُ تلويحًا وهي لَوَّاحَةٌ علي المبالغة في كثرة البلوغ.

  والبَشَرَةُ: ظاهر الجلدة، وجمعها: بَشَرٌ، وسمي الإنسان بشرًا لظهور جلده ممّا على غيره من الوبر والشعر.

  والملَك: أصله الرسالة إلا أنه اختص بنوع من المكلفين على صورة مخصوصة، قال الشاعر:

  أَلِكْنِي إِلَيْهَا وَخَيْرُ الرَّسُولِ ... أَعْلَمُهُمْ بِنَوَاحِي الْخَبَرْ

  وأصله مَلْأَكٌ بالهمز، قال الشاعر:

  فَلَسْتَ لإِنْسِيٍّ وَلَكِنْ لَمَلْأَكٍ ... تَنَزَّلَ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ يَصُوبُ

  · الإعراب: نصب {تِسْعَةَ عَشَرَ} لأنهما اسمان جعلا اسمًا واحدًا.

  · النزول: قيل: لما نزل قوله: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} قال أبو جهل لقريش: ثكلتكم أمهاتكم، إن ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر، وأنتم الدَّهْمُ، أيعجز عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم، فقال أبو الأسد: أنا أكفيكم سبعة عشر فاكفوني اثنين، فأنزل الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ} الآية، عن ابن عباس، وقتادة، والضحاك.

  وقيل: قال أبو جهل: ما لمحمد أعوان إلا تسعة عشر، فأنزل الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}، عن مقاتل.