قوله تعالى: {كلا والقمر 32 والليل إذ أدبر 33 والصبح إذا أسفر 34 إنها لإحدى الكبر 35 نذيرا للبشر 36 لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر 37 كل نفس بما كسبت رهينة 38 إلا أصحاب اليمين 39 في جنات يتساءلون 40 عن المجرمين 41 ما سلككم في سقر 42 قالوا لم نك من المصلين 43 ولم نك نطعم المسكين 44 وكنا نخوض مع الخائضين 45 وكنا نكذب بيوم الدين 46 حتى أتانا اليقين 47 فما تنفعهم شفاعة الشافعين 48}
  · القراءة: قرأ نافع وحفص عن عاصم ويعقوب: «وَاللَّيْلِ إِذْ» بغير ألف وسكون. الذال، وقرأ الباقون: «إذا» بالألف، «دَبَرَ» بغير ألف، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم وهما لغتان، قال أبو حاتم: ليس في القرآن قَسَمٌ بجنبه (إذْ)، ولكن الأقسام بجنبها إذا، وقال أبو عبيد: هو ليس موافقة للحرف الذي يليه؛ ألا ترى أنه قال: {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ}، والصحيح أنهما قراءتان ظاهرتان ليس لأحدهما على الأخرى ترجيح، وقال أبو مسلم: «دبر» جاء بعد النهار، وفي دبر النهار، أي: أقبل عقيب النهار، وهذا ضد أدبر؛ لأنه من الإدبار، أدبر يدبر إدبارًا: إذا تولى، وأعرض، وانصرف.
  قراءة العامة: {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ} بالألف، وعن ابن السَّمَيْقَعِ: «إذا سفر» بغير ألف وهما لغتان، سفر وجه فلان وأسفر: إذا أضاء، ويجوز أن يكون من قولهم:
  سفرت المرأة: إذا ألقت خمارها عن وجهها.
  قراءة العامة: «نذيرًا» بالنصب، قيل: تقديره: يا أيها المدثر قم نذيرًا للبشر، وقيل: حال من قوله: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ٣٥ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ ٣٦}، إلا أنه «فَعِيلٌ»، فلا تدخلها الهاء، وقيل: نصب على القطع، وقيل: على التمييز، عن أبي مسلم، وقرأ إبراهيم بن أبي عبلة: «نَذِيرٌ» بالرفع أي: هو نذير.
  · اللغة: الإسفار: الظهور والبروز، قال الشاعر:
  وَكُنْتُ إِذَا مَا جِئتُ لَيْلَى تَبَرْقَعَتْ ... فقدْ رَابَنِي مِنْهَا الْغَدَاةَ سُفُورُهَا
  أي: بروزها وظهورها من النقاب