التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {لا أقسم بيوم القيامة 1 ولا أقسم بالنفس اللوامة 2 أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه 3 بلى قادرين على أن نسوي بنانه 4 بل يريد الإنسان ليفجر أمامه 5 يسأل أيان يوم القيامة 6}

صفحة 7176 - الجزء 10

  وقرأ الباقون: «لَا أُقْسِمُ» بالألف مقطوعة ممدودة في الحرفين جميعًا، والثانية اتفاق «لَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ» أنها على نفي القسم.

  قراءة العامة: «بَلَى قَادِرِينَ» بالياء، وسنبّين الوجه فيه، وقرأ ابن أبي عبلة: «بلى قادرون» بالواو والرفع، على تقدير: بلى نحن قادرون.

  · اللغة: القسم واليمين والحلف من النظائر، وهو ما يؤكد الخبر به، وأصله من القسامة، كأنه جعل في حيز الصحيح، والآخر في حيز الباطل.

  واللوامة: الكثيرة اللوم لقلة رضائها بالأمر.

  (أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ): أي متى تكون، وقال الشاعر:

  فَكُلُّهُمْ قَائِلٌ لِلدِّينِ أَيَّانَا

  أي: متى، وهو مركب من حرفين: (أي أَوَانٍ)، يعني: أي وقت.

  · الإعراب: «لَا أُقْسِمُ» قسم، وجوابه قيل: محذوف، وتقديره: أقسم بالقيامة إنه كائن، وقيل: جواب القسم، أي: لنجمعنها قادرين.

  وفي نصب «قادرين» وجوه: قيل: تقديره: بلى نجمعها قادرين، وقيل: بلى نقدر قادرين على أكثر من ذلك، إلا أنه حذف للاستغناء بـ «قادرين»، كما يقال:

  قاعدًا، وقد سارت الركب؛ أي: نقعد، وقد ساروا، وقيل: إن تقديره: يحسبنا قادرين، ولا يحسبنا عاجزين، وقيل: ألسنا قادرين، وقيل: نحن قادرون، فعدل عن وجهه فنصب، كقول الشاعر:

  يَسْعَى الوُشاةُ جَنَابَيْها وَقَوْلُهُمُ ... إِنَّكَ يَا بْنَ أَبِي سُلْمَى لَمَقتُولُ