قوله تعالى: {لا أقسم بيوم القيامة 1 ولا أقسم بالنفس اللوامة 2 أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه 3 بلى قادرين على أن نسوي بنانه 4 بل يريد الإنسان ليفجر أمامه 5 يسأل أيان يوم القيامة 6}
  وقيل: هذا كقول القائل: أتحسبني أن أضربك؟! بلي أقدر على قتلك.
  «بلى» أصله (بل)، زيد فيه الألف ليحسن الوقف عليه فصار «بلى».
  · النزول: قيل: إن عدي بن ربيعة من بني زهرة والأخنس بن شريق حليف لهم كانا يؤذيان النبي ÷، فأتاه عدي، وقال: متى تكون القيامة؟ وكيف يكون حالها؟ فأخبره بذلك، فقال: لو عاينت ذلك اليوم لم أصدق أَوَ يجمع الله العظام؟ فأنزل الله تعالى هذه الآيات إلى قوله: «عِظَامَهُ».
  وقيل: بل نزلت في أمية بن خلف، قال: من يحي العظام وهي رميم؟!
  · المعنى: «لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ» قيل: (لا) صلة، والمراد أُقْسِمُ، عن سعيد بن جبير، وأبي علي، وقيل: (لا) تأكيد كقوله: لا، والله ما كان كذا، عن ابن عباس، كأنه قيل: لا أقسم بيوم القيامة ما الأمر على ما يظنون، وقيل: (لا) رد لكلام المشركين، ثم ابتدأ القسم فقال: أقسم، وكل يمين قبلها رد الكلام فلا بد من تقديم (لا) قبلها للفرق بين اليمين التي تكون جحدًا، واليمين الذي يستأنف؛ ألا ترى أنك تقول مبتدئا: والله، إن الرسول لحق، وإذا قلت: لا، والله إن الرسول لحق. فكأنك أكذبت قومًا أنكروه، وقيل: لا أقسم بالقيامة: بإثباتها، فأمْرُها أظهرُ من أن يحتاج فيه إلى القسم عليها، وقيل: لا أقسم بذلك اليوم، ولا بالنفس اللوامة لكفر مَنْ كفر بهما، ذكر هذين الوجهين أبو مسلم، وقيل: أقسم بيوم القيامة، ولم يقسم بالنفس اللوامة، عن الحسن، وليس بوجه. «وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ» قيل: كثيرة اللوم لنفسه، عن ابن عباس، وقيل: تلوم على ما مضى وفات، عن مجاهد، أن يقول: لِمَ فعلت؟، ولمَ لَمْ أفعل؟ وقيل: اللوامة الكافرة، عن قتادة، ومقاتل، وأبي مسلم. كأنه قيل: