التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كلا إذا بلغت التراقي 26 وقيل من راق 27 وظن أنه الفراق 28 والتفت الساق بالساق 29 إلى ربك يومئذ المساق 30 فلا صدق ولا صلى 31 ولكن كذب وتولى 32 ثم ذهب إلى أهله يتمطى 33 أولى لك فأولى 34 ثم أولى لك فأولى 35}

صفحة 7195 - الجزء 10

  إلا جاءه أشدُّ منها، عن السدي. وقيل: هو في الآخرة، «إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ» يعني يساق إلى حكمه، وما يأمر له فيه، وذلك حث على طاعته، وزجر عن معصيته. وقيل:

  يسوق الملك رُوحَهُ إلى حيث أمر الله به.

  ثم بَيَّنَ ما لأجله استحق العذاب، فقال سبحانه: «فَلَا صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى» قيل: لم يصدق بكتاب الله، ولا صلى لله. وقيل: لم يتصدق بشيء ولا صلى «وَلَكِنْ كَذَّبَ» بِاللَّهِ «وَتَوَلَّى» عن طاعته، عن الحسن، وقتادة. «ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى» يتبختر، عن مجاهد، وقتادة. وقيل: أصله من المطا، وهو الظهر، أي: يلوي مطاه تبخترًا، عن زيد بن أسلم. وقيل: المراد إعراضه عن الحق، وقلة اكتراثه بالوعيد، «أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى. ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى» قيل: هو وعيد على وعيد، وأولى كلامه وعيد، عن قتادة، وقيل: معناه: الذم أولى لك من تركه، إلا أنه حذف، وكثر في الكلام حتى صار بمنزلة الويل لك. وقيل: معناه: الذم لك على الأول، والذم لك على الثاني والثالث، وكل ما عملته من خصال المعاصي. وقيل: معناه: أنت أولى بهذا العقاب وأحق. وقيل: قرب منك العذاب من الولي. وقيل هو من المقلوب، وأصله: أَوْيَل، فقدم اللام على الياء، وقيل: وَلِيُّكَ الشرُّ يا أبا جهل. وقيل: بُعدًا لك من خيرات الدنيا وبُعدًا لك من خيرات الآخرة، عن أبي علي. وقيل: كرر (أَوْلَى) تأكيدًا.

  وقيل: هو وعيد لأبي جهل:

  الأول: بالقتل، فقتل ببدر.

  والثاني: بعذاب القبر؛ لذلك أدخل فيه الفاء، وهو للتعقيب.

  والثالث: بالقيامة؛ ولذلك أدخل (ثُمَّ)، وذلك للتراخي.

  والرابع: بالنار.

  · الأحكام: الآيات تدل على أشياء:

  منها: شدة أحوال النزع وما يعاين من الأهوال والغموم.