التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا 1 إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا 2 إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا 3 إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا 4 إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا 5 عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا 6}

صفحة 7200 - الجزء 10

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: «سلاسلاً» بالتنوين في الوصل، وإثبات الألف في الوقف. وقرأ ابن كثير وحمزة ويعقوب: «سلاسلَ» بغير تنوين والوقف بغير ألف. وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم: «سلاسل» بغير تنوين في الوصل، ويقفون بالألف، فمن نَوَّنَ فلتشاكل ما جاوره من رؤوس الآي.

  · اللغة: هل: حرف استفهام، يقال: هل رَأَيْتَ زيدا؟ واستعمل بمعنى (قد).

  والإنسان: حيوان على الصورة المعروفة، وهي هذا القالب الذاهب الجائي الآكل الشارب، يَحْيَا بحياة تحله، وقد قيل غير ذلك، وهذا هو الأوجه.

  والدهر: مرور الليل والنهار، وجمعه: أَدْهُرٌ، ودهور.

  والنطفة: ماء الرجل، وأصله: الماء القليل يكون في إناء أو غيره، وقد يقع على الماء الكثير، وجمعه: نطاف ونطف.

  والأمشاج: الأخلاط، واحدها: مَشَجٌ، ومشجت هذا بهذا أي: خلطته، وهو ممشوج ومشيج نحو: مخلوط وخليط.

  والابتلاء: الاختيار، وحقيقته لا تجوز عليه تعالى، وإنما يعامل معاملة المختبر ليظهر المعلوم كما علم.

  والأبرار: واحدها: بارّ، نحو: ناصر وأنصار، وبَرٌّ أيضًا نحو: نهر وأنهار.

  والكأس: إناء فيه شراب، ولا يسمى كأسًا إذا لم يكن فيه، عن الزجاج، قال:

  صَدَدْتِ الكأسَ عنَّا أمَّ عَمْرٍو ... وَكَانُ الكَأْسُ مَجْرَاهَا الْيَمِينَا