قوله تعالى: {والمرسلات عرفا 1 فالعاصفات عصفا 2 والناشرات نشرا 3 فالفارقات فرقا 4 فالملقيات ذكرا 5 عذرا أو نذرا 6 إنما توعدون لواقع 7}
  هما الإعذار والإنذار، وليسا بجمع، وقرأ الحسن وهي رواية عن أبي بكر عن عاصم ورواية عن ابن عامر بضم الذال فيهما.
  وقرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عامر وأبو بكر عن عاصم ويعقوب: «عذْرًا» ساكنة الذال، «نذُرًا» مضمومة الذال، وهما لغتان.
  قراءة العامة: «أَوْ نُذْرًا» بإثبات الألف، وقرأ إبراهيم التيمي: «عُذْرًا ونُذْرًا» بغير ألف بينهما.
  · اللغة: العُرْفُ: أصله من المعروف، والمعروف: ما عرف صحته بالعقل أو الشرع، والمنكر: ما أنكره العقل أو الشرع.
  والعُصُوفُ: شدة هبوب الريح، عصفت الريح تَعْصِفُ عصفًا وعصوفًا: إذا اشتد هبوبها.
  والنشر: خلاف الطي، والناشرات: جاعلات النشر، وهو الانبساط.
  والفرق: الفصل بين الشيئين، ومنه الفراق، وسمي عُمَرُ فاروقًا؛ لأنه فرق بين الحق والباطل والظالم والمظلوم، وسحاب فارق: مثقل بماء المطر، قال الأعشى يصف ثورًا في ذكر السحاب الفارق:
  أَخْرَجَتْهُ قَهْبَاءُ مُسْبِلَةُ الوَدْقِ ... رَجُوسٌ أمامها فُرَّاقُ
  ويقال: ناقة فارق، إذا ذهبت في الأرض من وجع المخاض، فتنتج حيث لا يعلم [مكانها]، والجمع: فوارق وفُرَّقٌ، وشبه السحاب ينفرد عن السحاب بهذه الناقة، فيقال: فارق.