قوله تعالى: {والمرسلات عرفا 1 فالعاصفات عصفا 2 والناشرات نشرا 3 فالفارقات فرقا 4 فالملقيات ذكرا 5 عذرا أو نذرا 6 إنما توعدون لواقع 7}
  والإيقاع: إيقاع الشيء على غيره، فالذِّكْرُ ملقى بالبيان.
  والعذر: إزالة العتب عن النفس، ومنه: عذر المذنب.
  والإنذار: الإعلام بموضع المخافة ليتقى.
  · الإعراب: «وَالْمُرْسَلَاتِ» محله جر؛ لأنه قسم، تقديره: وَرَبِّ المرسلات، والواو واو القسم، والقسم من الله تعالى إنما يكون بشيء فيه نعمة موجبة للشكر، أو قدرة توجب التفكر فيه العلم بحال صانعه، أو عقوبة توجب الاعتبار بمثلها، والانتهاء عن سببها. وجواب القسم: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ}.
  و (مَا) في قوله {إِنَّمَا} (ما) الكافة تَكُفُّ عن العمل.
  {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} يجوز فيهما النصب لوجهين:
  أحدهما: أنه مفعول له؛ أي: للإعذار والإنذار.
  والثاني: أنه مفعول به؛ أي: ذكر للعذر والنذر.
  · المعنى: «وَالْمُرْسَلاَتِ» قيل: الرياح، عن ابن عباس، وابن مسعود، ومجاهد، وقتادة، وأبي صالح، وأبي علي، وأبي مسلم. «عُرْفًا» متتابعة الهبوب، تبع بعضها بعضًا كعرف الفرس، عن الأصم، وقيل: عرفًا كثيرًا، وقيل: عرفًا أي: متوسطًا بين العاصف والرخاء، وقيل: المرسلات: الملائكة أرسلت بالمعروف من أمر الله ونهيه، عن ابن مسعود بخلاف، وقيل: (الْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا): الأنبياء جاءت بالمعروف «فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا» يعني الرياح الشديدة الهبوب «وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا» قيل: هي الرياح، عن ابن مسعود، ومجاهد، وقتادة؛ لأنها تنشر السحاب للغيث كما يلحقه المطر، وقيل: تنشر السحاب؛ أي: تبسطه، عن أبي مسلم، وقيل: الرياح اللينة، وقيل: هي الأمطار، عن أبي صالح؛ لأنها تنشر النبات، وقيل: الرياح يرسله الله بُشْرى بين يدي