قوله تعالى: {انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون 29 انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب 30 لا ظليل ولا يغني من اللهب 31 إنها ترمي بشرر كالقصر 32 كأنه جمالت صفر 33 ويل يومئذ للمكذبين 34 هذا يوم لا ينطقون 35 ولا يؤذن لهم فيعتذرون 36 ويل يومئذ للمكذبين 37 هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين 38 فإن كان لكم كيد فكيدون 39 ويل يومئذ للمكذبين 40}
  والثانية على الخبر، قال: فالأول أمد لهم، والثاني خبر عنهم، والقراء كلهم بالكسر فيهما على الأمر.
  قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: «جِمَالَتٌ صُفْرٌ» بغير ألف، وهو قراءة ابن عباس على جمع جَمَلٍ، نحو: حجر وحجارة، وروي عن يعقوب بضم الجيم بغير ألف، أراد الأشياء العظام، وعن يعقوب: «جُمالاتٌ» بضم الجيم والألف، وهو قراءة ابن عباس، جمع: جمالة، وهو الشيء المجمل، وقرأ الباقون بالألف وكسر الجيم جمع: جمال.
  قرأ العامة: «شرر» واحدها شررة، وقرأ عيسى: «شرار»، وهي لغة تميم، واحدها شرارة.
  قراءة العامة: «كَالْقَصْرِ» بسكون الصاد، وعن علي وابن عباس بفتح الصاد، أراد أعناق الإبل، واحدها: قَصَرَةٌ، والقصرة العنق، وجمعها: قصر وقَصَرَاتٌ، وقرأ سعيد بن جبير بكسر القاف وفتح الصاد، قال أبو حاتم: لعلها لغة.
  · اللغة: الظل والكن والفيء نظائر، وبينها فرق، فالظل من الستر عن الشمس، والكن من الصون عن الأذى، والفيء من الرجوع.
  والشُّعَب: جمع شعبة، وهي القطعة من الشيء، ومنه: شَعَبْتُ القدر جمعت قطعها ولأمتها، وهو الشعاب.
  والظليل: المنيع من الأذى يستره عنه.
  واللهب: ارتفاع النار، التهبت النار تلتهب التهابًا.
  والشرر: قطع من النار تتطاير في الجهات، وأصله: الظهور من: شرَّرْتُ الثوب:
  أظهرتها للشمس.