قوله تعالى: {انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون 29 انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب 30 لا ظليل ولا يغني من اللهب 31 إنها ترمي بشرر كالقصر 32 كأنه جمالت صفر 33 ويل يومئذ للمكذبين 34 هذا يوم لا ينطقون 35 ولا يؤذن لهم فيعتذرون 36 ويل يومئذ للمكذبين 37 هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين 38 فإن كان لكم كيد فكيدون 39 ويل يومئذ للمكذبين 40}
  والقصر: واحد القصور، وهو البناءْ العالي، والقصر: أصول الشرائط، وقيل: واحدها قَصْرة، نحو: جمرة وجمر، والقصر بفتح الصاد: جمع. قَصَرَة، وهي أصل العنق والشجرة.
  جمالات: جمع جمل، وجمالات: ما جمع من الحبال، عن الفراء، نحو رجل ورجالات، وقيل: جمالات: جمع جمال، عن إبراهيم.
  والصفر: جمع أصفر، وقد تسمى الأسود من الإبل أصفر؛ لأنه يشوب سوادها شيء من صفرة، كما يقال لبيضِ الظباء: آدم؛ لأن بياضها يعلوه كدر.
  · الإعراب: {فَيَعْتَذِرُونَ} رفع عطفًا على قوله: {وَلَا يُؤذَنُ لَهُمْ} تقديره: لا يؤذن لهم ولا يعتذرون، وليس بجواب، ويجوز النصب في مثله على جواب النفي، فحينئذ لا تثبت النون.
  و {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ} رفع على خبر الابتداء، ويجوز النصب على أنه لم يشر إلى اليوم، ولكن إلى الجزاء في اليوم.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى ما يقال لهم جزاء على تكذييهم، فقال سبحانه: «انْطَلِقُوا» أي: يقال لهم: انطلقوا اذهبوا، قيل: هذا من قول الخزنة إذا أمروا بسوقهم إلى النار، فيقولون لهم: صيروا إلى النار التي كنتم بها تكذبون في الدنيا رسلكم، وكنتم تنكرونها «انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ» أي: ثلاث قطع، قيل: ظل دخان جهنم ينقسم ثلاث شعب، عن مجاهد، وقتادة، شعبة عن يمينه، وشعبة عن يساره، وشعبة أمامه، فتحيط به من جهاته الثلاث، فلا يجد مذهبًا، وقيل: تتشعب من النار ثلاث شعب: شعبة فوقه، وشعبة عن يمينه، وشعبة عن شماله، فتحيط به، وقيل: عنق يخرج من النار، فيتشعب ثلاث شعب: فالنور يقف على رؤوس المؤمنين، والدخان على رؤوس المنافقين، واللهب الصافي على رؤوس الكافرين. وقيل: هو السرادق