قوله تعالى: {إن المتقين في ظلال وعيون 41 وفواكه مما يشتهون 42 كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون 43 إنا كذلك نجزي المحسنين 44 ويل يومئذ للمكذبين 45 كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون 46 ويل يومئذ للمكذبين 47 وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون 48 ويل يومئذ للمكذبين 49 فبأي حديث بعده يؤمنون 50}
  فإن الصلاة من الله بمكان، عن قتادة، ومقاتل، وقيل: هذا يقال لهم في الآخرة كقوله تعالى: {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ}[القلم: ٤٣] عن ابن عباس، وقيل: المراد بالركوع الصلاة، عن مجاهد، وقيل: الخضوع والتذلل والعبادة «وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ» بوجوب الصلاة والعبادات «فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ» أي: بأي حديث بعد القرآن يؤمنون مع وضوح أدلته؟
  · الأحكام: تدل الآيات على أشياء:
  منها: الترغيب في التقوى بذكر ما وعد للمتقين.
  ومنها: أن الثواب يستحق على الأعمال؛ لذلك قال: «نجزي»، خلاف قول الْمُجْبِرَة، وتشهد أن الأعمال فعلُهم، بخلاف قولهم.
  ومنها: أن الكفار مخاطبون بالشرائع؛ لذلك عاقبهم بترك الصلاة.
  ومنها: أن [صيغته] صيغة [الأمر]، والمراد تهديد، كقوله: «كُلُوا».
  ومنها: وجوب التدبر في القرآن، والعمل به.