التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {عم يتساءلون 1 عن النبإ العظيم 2 الذي هم فيه مختلفون 3 كلا سيعلمون 4 ثم كلا سيعلمون 5 ألم نجعل الأرض مهادا 6 والجبال أوتادا 7 وخلقناكم أزواجا 8 وجعلنا نومكم سباتا 9 وجعلنا الليل لباسا 10 وجعلنا النهار معاشا 11 وبنينا فوقكم سبعا شدادا 12 وجعلنا سراجا وهاجا 13 وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا 14 لنخرج به حبا ونباتا 15 وجنات ألفافا 16}

صفحة 7244 - الجزء 10

  مُخْتَلِفُونَ} فردَّ الكناية إليهم، ويجوز الثاني لتولي الخطاب، إلا أن القراءة إنما تجوز في الظاهر المستفيض.

  قراءة العامة: {مِنَ الْمُعْصِرَاتِ}، وعن عكرمة: «بالمعصرات» كقوله: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ٤ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}⁣[القدر: ٤ - ٥]، يعني: بالباء.

  · اللغة: «عَمَّ» أصله: (عن ما) فأدغم النون في الميم لقربها منها من غير إخلال، وحذفت الألف، قال الأخفش: لتكون فرقًا بين الخبر والاستفهام، وقيل: أسقطت الألف كما أسقطت في (بم؟) و (فيم؟)، و (إِلاَمَ؟)، واتصالها بحرف الجر حتى صار كجزء منه لينبئ عن شدة الاتصال.

  السؤال: طلب الإخبار بصيغة من الكلام، والتساؤل: التقابل بسؤال كل واحد من النفيسين صاحبه، تساءلا تساؤلاً، وسأله مسألة.

  النبأ: الخبر العظيم الشأن، ومنه النبيء على مذهب من يهمزه، وجمعه: أنباء، ومن لم يهمز فهو من الرفعة.

  والمهاد: الوطاء، وهو القرار المهيأ للتصرف فيه، مَهَّدَ تمهيدًا.

  والسبات: قطع العمل للراحة، وأصل السبت: القطع، يقال: سبت أنفه: إذا قطعه، ومنه: يوم السبت، أي: يوم قطع العمل للراحة على ما جرت به العادة.

  والوهَّاج: الوقاد، وهو المشتعل بالنور العظيم.

  والعصر: مصدر، عصرت الثوب والعنب عصرًا، والمعصرات: السحائب