التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {عم يتساءلون 1 عن النبإ العظيم 2 الذي هم فيه مختلفون 3 كلا سيعلمون 4 ثم كلا سيعلمون 5 ألم نجعل الأرض مهادا 6 والجبال أوتادا 7 وخلقناكم أزواجا 8 وجعلنا نومكم سباتا 9 وجعلنا الليل لباسا 10 وجعلنا النهار معاشا 11 وبنينا فوقكم سبعا شدادا 12 وجعلنا سراجا وهاجا 13 وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا 14 لنخرج به حبا ونباتا 15 وجنات ألفافا 16}

صفحة 7246 - الجزء 10

  قيل: ذكرًا وأنثى، ليتمتغ بعضكم ببعض ولتناسلوا، وقيل: أصنافًا، الأسود والأبيض، والصغير والكبير، وما أشبه ذلك، عن الأصم. «وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا» قيل: نعاسًا في ابتدائه بطلب النفس راحة، وقيل: راحة لأبدانكم، عن أبي علي، وقيل: قطعًا لأعمالكم «وَجَعَلْنَا اللَّيلَ لِبَاسًا» غطاء وسترة، يستر كل شيء بظلمته وسواده، وسميت الظلمة لباسًا؛ لأنها تستر كل شيء بظلمتها «وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا» أي: سببًا ومتصرفًا في طلب معاشكم، وجعل النهار معاشًا؛ لأن المعاش يقع فيه، كما يقال: ليل نائم «وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا» أي: سبع سموات محكمة، أحكمها صنعًا «وَجَعَلْنَا سِرَاجًا» يعني: جعلنا الشمس سراجًا، فهو سراج العالم الذي يستضيء به الخلق «وَهَّاجًا» قيل: منيرًا متلألئًا، عن مجاهد، وقتادة، وقيل: وقادًا حارًا يدفئ العباد، ويزيل البرد «وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ» قيل: الرياح، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، ومقاتل، كأنها تعصر السحاب، تقديره: بالمعصرات، (مِنْ) بمعنى الباء، وقيل: السحائب تتحلب بالمطر، عن ابن عباس بخلاف، وأبي العالية، والربيع، والضحاك، وأبي علي، وأبي مسلم، وهو الأظهر، وقيل: المعصرات: السماوات، عن الحسن، وقتادة، وسعيد بن جبير، وزيد بن أسلم، ومقاتل، وقال المبرد: (الماطرات) القاطرات «مَاءً ثَجَّاجًا» صبابًا، وقيل: مدرارًا، عن مجاهد، وقيل: متتابعًا يتلو بعضه بعضًا، عن قتادة، وقيل: كثير، عن ابن زيد. «لِنُخْرِجَ بِهِ» بالمطر «حَبًّا وَنَبَاتًا» فالحب: كل ما تضمنه كِمَامُ الزرع الذي يحصد، والنبات: الكَلأ من الحشيش وغيره والزرع ونحوها، فجمع بين جميع ما يخرج من الأرض «وَجَنَّاتٍ»، بساتين «أَلْفَافًا» ملتفة بعضها ببعض، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والمخرج: أشجار جنات إلا أنه حذف لدلالة الكلام عليه.

  · الأحكام: تدل الآيات على أحكام:

  منها: سؤال جرى بين قوم واختلاف تقدم منهم، والأظهر أن السؤال وقع عن أمر البعث والقيامة.