التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن يوم الفصل كان ميقاتا 17 يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا 18 وفتحت السماء فكانت أبوابا 19 وسيرت الجبال فكانت سرابا 20 إن جهنم كانت مرصادا 21 للطاغين مآبا 22 لابثين فيها أحقابا 23 لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا 24 إلا حميما وغساقا 25 جزاء وفاقا 26 إنهم كانوا لا يرجون حسابا 27 وكذبوا بآياتنا كذابا 28 وكل شيء أحصيناه كتابا 29 فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا 30}

صفحة 7248 - الجزء 10

  قرأ حمزة: «لَبِثِيَن» بغير ألف، وهي قراءة علقمة، والباقون: «لَابِثِيَن» بألف وهما لغتان.

  قرأ حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: «غَسَّاقًا» بتشديد السين، الباقون بالتخفيف، وهما لغتان، وقد بَيَّنَّا في سورة (صاد).

  · اللغة: الفصل: فصل الحُكْمِ، وأصله: القطع، وسميت القيامة يوم الفصل؛ لأنه تعالى يحكم فيها بين الخلق، ومثله يوم الفتح.

  والميقات: الوقت المضروب لحدوث أمر، وأصله الوقت، كما أن الميعاد من الوعد، والميزان من الوزن، والمقدار من القدر، والمفتاح من الفتح، وجميع ذلك على معنى يُفْعَلُ به، والميقات: ما يوقت به.

  والفوج: الجماعة من الناس، والجمع: أفواج.

  والسراب: ما يراه الرائي عند طلوع الشمس ووقت الضحى أبيض يظنه ماء، وهو يسمى وقت الهاجرة آلاء.

  والمرصاد: مفعال من الرصد المعد لأثر على ارتقاب الوقوع.

  والطاغي والعاتي والعادي سواء، وهو من جاوز الحد في العصيان.

  والأحقاب: الأزمان الكثيرة، واحدها: حقب، ومنه: {أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا}⁣[الكهف: ٦٠] بضم القاف، وقيل: واحده: حقَب بفتح القاف، وواحد الحقب: حقبة، قال الشاعر:

  وَكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةً ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ يَتَصَدَّعَا