قوله تعالى: {إن للمتقين مفازا 31 حدائق وأعنابا 32 وكواعب أترابا 33 وكأسا دهاقا 34 لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا 35 جزاء من ربك عطاء حسابا 36 رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا 37 يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا 38 ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا 39 إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا 40}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر، وشيبة، ونافع، وأبو عمرو: «ربُّ السماوات» بالرفع و «الرحمنُ» بالرفع، وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: «رَبِّ» بالكسر «الرحمنُ» بالرفع، واختاره أبو عبيد؛ لأن قوله: «رَبِّ» نعتٌ لقوله: {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ} لقربه منه، ورفع «الرحمنُ» على الاستئناف. وقرأ عاصم وابن عامر بالكسر فيهما على نعت «رَبِّكَ»، واختاره أبو حاتم.
  قرأ الكسائي: «كِذَابًا» بالتخفيف، وروي ذلك عن أمير المؤمنين، الباقون بالتشديد، وهما لغتان مصدران للتكذيب، وقيل: الكِذَاب بالتخفيف مصدر المكاذبة، وبالتشديد مصدر التكذيب.
  واتفقوا في قوله: {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا} على التشديد؛ لأن «كذَّبُوا» يفيد الكذَّاب.
  قراءة العامة: «حِسَابًا» بكسر الحاء، وعن بعضهم بفتحها، وتشديد السين، على وزن «حَسَّابًا» أي: كفافًا قال الأصمعي: تقول العرب: حسَّبْتُ الرجل بالتشديد:
  إذا أكرمته، وعن ابن عباس: (عَطَاءً حِسَانًا) بالنون.
  · اللغة: المفاز: موضع الفوز، والفوز: النجاة إلى حال السلامة، وسميت المفازة تفاؤلاً، كأنه قيل: منجاة.
  والحدائق: جمع حديقة، وهي البستان المحوطة، كأنه قد أحدق به حائطه، وأحدق القوم بفلان: أحاطوا به، والحدقة منه؛ لأن الجفن محيط بها.
  والكاعب: الجارية التي نهد ثديها، يقال: كعب ثدي الجارية، ونهد: إذا ابتدأ في الخروج، ومنه: الكعب لِنُبُوِّهِ.