قوله تعالى: {إن للمتقين مفازا 31 حدائق وأعنابا 32 وكواعب أترابا 33 وكأسا دهاقا 34 لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا 35 جزاء من ربك عطاء حسابا 36 رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا 37 يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا 38 ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا 39 إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا 40}
  والأتراب: جمع تِرْبٍ، وهو اللِّدَةُ الذي ينشأ مع لدته، أُخِذَ من التُّرْب، كأنهم يلعبون معًا في التراب؛ لكونهم على شيء واحد.
  والكأس: الإناء فيه الشراب، ولا يقال كأس حتى يكون فيه.
  والدِّهَاق: الممتلئة التي لا مزيد فيها، وأصل الدَّهْقِ: شدة الضغط، أدهقت الكأس: ملأتها.
  واللغو: كلام لا فائدة فيه، كأنه مرتاب أن يلغى.
  والكِذَّاب: تكذيبا بعض لبعض، وقد يخفف، ويشدد، قال الأعشى في تخفيفه:
  فَصَدَّقْتُهَا وَكَذَّبْتُهَا ... وَالْمَرْءُ يَنْفَعُهُ كِذَابُهْ
  والخطاب والمخاطبة سواء، وهو: توجيه الكلام إلى مدرك له بصيغة تنبئ عَنْ المراد.
  والصواب: موافقة الغرض من طريق الحكمة، كأنه أصاب الغرض الذي دعا إليه الحكمة، ونقيضه: الخطأ، وهو مخالفة الغرض الحكمي.
  والمآب: المرجع، من آب يؤوب: إذا رجع.
  والإنذار: الإعلام بموضع المخافة ليتقى.
  · المعنى: ولما تقدم الوعيد بما أعد لأهل الكفر عقَّبه بالوعد بما أعد للمؤمنين، فقال سبحانه: «إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ» الذي يجتنبون الكبائر، وإنما يكون متقيًا بشيئين: أداء الواجبات، واجتناب الكبائر «مَفَازًا» قيل: مَنْجًى إلى مبرة، وهو النجاة من النار إلى الجنة، وقيل: متنزهًا، عن ابن عباس، والضحاك. «حَدَائِقَ» جنات وبساتين محوطة