التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن للمتقين مفازا 31 حدائق وأعنابا 32 وكواعب أترابا 33 وكأسا دهاقا 34 لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا 35 جزاء من ربك عطاء حسابا 36 رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا 37 يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا 38 ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا 39 إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا 40}

صفحة 7257 - الجزء 10

  · الأحكام: تتضمن الآية أحكامًا:

  منها: نجاة المتقين، وما أعد لهم.

  ومنها: أن ذلك جزاء يستحق على أعمالهم.

  ومنها: أن الجزاء بقدر العمل؛ لذلك قال: {حِسَابًا}.

  ومنها: أن أحدًا لا يتكلم إلا بإذنه، وهو لا يأذن إلا في الحق، فدل أنهم لا يكذبون، خلاف ما قاله بعضهم.

  ومنها: أن العبد مخير، يقدر على اتخاذ سبيل إلى رضا ربه؛ لذلك قال: {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا}، والرجوع إليه رجوع إلى رضاه وثوابه؛ إذ ليس له مكان.

  ومنها: أن الكافر يتمنى زوال الحياة لشدة ما يناله من العذاب.